شهدت ساحة محكمة أبو ظبي واقعة نادرة من نوعها، حيث وقف أحد الآباء أمام قاضي المحكمة مطالبا أبنائه بمبلغ 500 ألف درهم، قيمة ما أنفقه على تربيتهم.   ونقلت صحيفة "البيان" الإماراتية عن الأب قوله، إن أبنائه جاحدون ولا يتحملون المسؤولية، مؤكدا أنهم يتركونه ينفق على المنزل وهو رجل كبير بينما يعيشون معه دون أن يدفعوا أي مبلغ مع أنهم يعملون ولديهم وظائف ويمتلكون السيارات.   وفى المقابل أكد الشبان الثلاثة للمحكمة أن والدهم ومنذ سنوات طويلة لا ينفق عليهم، وقد كان لهم شقيق أكبر تحمل مسئولية العائلة منذ حداثة سنه بعد أن تخلى والدهم عن الانفاق عليهم وهجر والدتهم، وجاء الشبان بأوراق ومستندات تبين أن المسكن الذي يعيشون به مستأجر من قبل شقيقهم الأكبر..   وأوضح الشباب أن شقيقهم الأكبر  توفي قبل استكمال مشوار أشقائه منذ عشر سنوات، تاركاً أشقاءه وليس فيهم من يملك دخلاً يستطيع من خلاله أن يأخذ بزمام المسئولية.   وأشاروا إلى أن الديون تراكمت عليهم، حتى صدر مؤخراً حكم بإخلائهم من المنزل الذي يسكنون به باعتبارهم ورثة المستأجر، وإلزامهم بدفع قيمة الإيجار المتأخرة لمدة عشر سنوات والتي تبلغ 24 ألف درهم سنوياً لم يسدد منها الأب سوى 60 ألف درهم، كما تضمن الحكم إلزامهم بدفع ما تأخر عليهم من فواتير استهلاك الماء والكهرباء.   لم ينكر الشبان أنهم اتفقوا مع والدهم منذ سنوات على تسديد 70% من نفقات المنزل، ولكنهم قالوا إنهم كانوا مجبرين على توقيع ذلك الاتفاق، مضيفين أنه لا ينفق عليهم ولا على أشقائهم الصغار.   وفى النهاية  لم توافق محكمة النقض في أبوظبي أن يدفع الشبان الثلاثة ذلك المبلغ الضخم الذي  قال والدهم إنهم مدينون له به مقابل مسكنهم ونفقاتهم على مدى عشر سنوات، فهم لم يكونوا خلال تلك السنوات قد حصلوا على عمل، ومعظمهم كان على مقعد الدراسة.