×
محافظة المدينة المنورة

مطار الأمير محمد بن عبد العزيز بالمدينة يستوعب 27 مليون مسافر

صورة الخبر

بيروت: كارولين عاكوم طوى الرئيس اللبناني ميشال سليمان، الذي تنتهي ولايته الأحد المقبل، ملف «الحرب الأهلية» في محافظة جبل لبنان بإتمام المصالحة أمس التي تمثلت بعودة المسيحيين إلى بلدة بريح في قضاء الشوف، في احتفال أكد خلاله ضرورة «التمسك بإعلان بعبدا الذي ينص على تحييد لبنان (عن الأزمة السورية)، كإطار وطني متعارف عليه ووثيقة مؤيدة من جامعة الدول العربية والأمم المتحدة». وناشد الجميع «العودة إلى لبنان وتلافي ساحات الجوار وتنفيذ مقررات الحوار الوطني»، في إشارة إلى مشاركة حزب الله في القتال بسوريا إلى جانب النظام، في وقت عد البطريرك الماروني بشارة الراعي، وقبل أسبوع على انتهاء ولاية سليمان، لبنان بحاجة إلى رئيس جديد يواصل خط سليمان. ودعا سليمان، في كلمة له خلال احتفال ببلدة بريح في الشوف، إلى «ضرورة الابتعاد عن صراعات المحاور الخارجية والإقلاع عن وهم الاستعانة بالخارج لتحقيق الغلبة في الداخل». وكان «يوم العودة إلى بريح» الذي حضره عدد من سياسيي المنطقة وشخصياتها الدينية من مختلف الطوائف واختتم فيه ملف التهجير اللبناني نتيجة الحرب الأهلية، مناسبة لإطلاق المواقف السياسية، ولا سيما تلك المتعلقة بالانتخابات الرئاسية. كما سجل في اللقاء «هفوة كلامية» من قبل رئيس «الحزب الاشتراكي»، النائب وليد جنبلاط، قرأ فيها البعض تعبيرا عن موقف سياسي يشير إلى عدم رغبته في وصول النائب ميشال عون إلى سدة الرئاسة، إذ وبدل أن يتوجه بالكلام إلى الرئيس سليمان، قال جنبلاط: «الرئيس العماد ميشال عون»، الأمر الذي استدعى موجة من الضحك بين الحضور، ليعود بعدها جنبلاط ويصحح خطأه، ويقول: «عفوا ع كتر ما عم نحلم فيه بالليل! بس مش ليجي»، أي (لكثرة ما نحلم به في الليل، لكن كي لا يصل إلى رئاسة الجمهورية). وفي كلمته، ناشد سليمان الجميع الالتزام بإعلان بعبدا، الذي تعاهد الأطراف اللبنانيون على الالتزام به استكمالا لتطبيق اتفاق الطائف، مع المحافظة على المناصفة في المجلس النيابي إضافة إلى مجلس الشيوخ. وأضاف: «لقاء اليوم يثبت أنه على الجيش أن يمسك وحده بالسلاح لكسر الحواجز وتجارب الأمن الذاتي وحماية العيش المشترك الحر، المتعدد ثقافيا ودينيا». وأكد رئيس الجمهورية خلال وضعه حجر الأساس لمستشفى دير القمر الحكومي في منطقة الشوف أيضا، أنه سيتابع من موقعه الجديد الذي يبدأ بعد 25 مايو (أيار)، (موعد انتهاء ولايته)، ليحمي، والنائب جنبلاط من موقعه المعتدل، المواقف والثوابت التي جاهرا بها وعملا لها، لمساعدة الرئيس الجديد والحكومات المتعاقبة على متابعة تنفيذ إعلان بعبدا ومناقشة الاستراتيجية الدفاعية ومتابعة تنفيذ خلاصات المجموعة الدولية وتسليح الجيش كي يتولى وحده مسؤولية الدفاع عن الوطن وحماية ثرواته. وأعلن كذلك أن قائد الجيش، جان قهوجي، الذي يعد من أبرز مرشحي الرئاسة التوافقيين، سيتوجه (أمس) إلى السعودية لتوقيع العقد بين الجيش اللبناني والمملكة والجيش الفرنسي للبدء بتنفيذ هبة تسليح الجيش بأسلحة فرنسية بقيمة ثلاثة مليارات دولار. ورأى سليمان أن «لقاء بريح هو لقاء التاريخ المشترك». وأضاف: «بعد 21 سنة من التهجير والهجرة، حلت لحظة اللقاء بعدما استخدمت الأرض اللبنانية ساحة حرب بالوكالة، والأدهى أن اللبنانيين كانوا دوما الضحية». من جهته، قال البطريرك الماروني، بشارة الراعي، من بريح: «ننتظر برجاء من المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية ملتزما بواجبه»، عادا «لبنان بحاجة إلى رئيس يواصل خط الرئيس ميشال سليمان، ويبدأ من حيث وصل بالبلاد». وأضاف: «لبنان بحاجة إلى رئيس ذي شخصية تتميز بالتجرد من أي مصلحة خاصة، وبصبره وحكمته للمصالحة الوطنية بما يتوافق مع الميثاق الوطني والدستور». وعد «المصالحة (في بريح) أجمل ما يختم به الرئيس سليمان عهده»، مثمنا «جهود النائب وليد جنبلاط، وجميع المساعي لتحقيق العودة». وناشد «الدولة والإدارات المدنية إكمال العودة عبر إيجاد فرص عمل تمكن أبناء البلدة من البقاء في أرضهم». من جهته، أكد رئيس «الحزب الاشتراكي»، النائب وليد جنبلاط، في كلمة ألقاها في «يوم العودة إلى بريح»، أن «خيار الوسطية والاعتدال والحوار يثبت يوما بعد يوم صوابيته في مواجهة دوامة تناحر الأضداد». وأضاف: «نختم اليوم الجرح الأخير من حرب الآخرين على أرضنا»، وقال متوجها إلى الرئيس سليمان: «معكم نفتح صفحة جديدة من العيش المشترك، المبني على طي صفحة الماضي بما تمثله من أحقاد. في هذا اليوم، تختمون عهدا حافلا بالنجاحات والمخاطر التي قل نظيرها. لقد استطعتم قيادة السفينة. لقد وضعتم صياغة أسس واضحة للسياسة الدفاعية، ترسي إمرة الدولة فوق كل اعتبار عني به إعلان بعبدا». وتوجه إلى الراعي قائلا: «إن وجودكم خطوة مباركة وجبارة في سياق استكمال مسيرة سلفكم الصالح البطريرك (نصر الله بطرس) صفير. أثمن جهودكم في حفظ الأرض وصونها»، وذلك في إشارة إلى المصالحة بالشوف بين المسيحيين والدروز التي كان البطريرك الماروني صفير بدأها في عام 2001 بعد أكثر من عشر سنوات على انتهاء الحرب الأهلية، والتي شكلت الخطوة الأولى نحو المصالحة اللبنانية - اللبنانية في الشوف، بينما بقيت قضية بريح عالقة بسبب بناء ما يعرف بـ«بيت الطائفة الدرزية» على أملاك مسيحية. وباتت ممكنة أخيرا بعد اتفاق جرى التوصل إليه على هدم «البيت» وإقامته بتمويل من الدولة على أرض أخرى درزية، بالإضافة إلى دفع تعويضات إلى السكان المسيحيين وأهالي الضحايا، فيما كان احتفال أمس مناسبة كذلك لوضع حجر الأساسي لكنيستي البلدة المدمرتين. وفي يوم «مصالحة بريح» - البلدة اللبنانية التي يتوزع أهلها بين الطائفتين المسيحية والدرزية، تسلم المسيحيون من الدروز منازلهم التي هجّروا منها عام 1983 في خضم الحرب الأهلية (1975 - 1990)، ليكونوا آخر العائدين إلى منطقة الشوف التي يتمتع فيها الزعيم الدرزي جنبلاط بالنفوذ الأساسي.