نيودلهي: «الشرق الأوسط» حظي رئيس الوزراء الهندي المنتخب ناريندرا مودي باستقبال حاشد أثناء وصوله إلى العاصمة نيودلهي أمس غداة النجاح التاريخي الذي حققه القوميون الهندوس في الانتخابات التشريعية التي جرت في الهند، وبعد أن ألقى أول خطاب اتسم بلهجة جامعة؛ فقد تجمع مئات الأشخاص وهم يلوحون بأعلام «حزب بهاراتيا جاناتا» لدى وصول الرجل القوي الجديد في البلاد إلى مطار العاصمة. وبدا مودي مبتسما عند خروجه من المطار ورفع إشارة النصر أمام مؤيديه. وبعد ذلك، بدأ مودي الذي كان يرتدي سترة وقميصا أزرق اللون يطوف في موكب في العاصمة حتى مقر حزبه حيث عقد اجتماعا مع كبار قادته. وقال أوم دات وهو تاجر في التاسعة والثلاثين من عمره جاء لاستقبال رئيس الوزراء الجديد في المطار: «مودي أسدنا، سيعمل من أجل الشعب الهندي، من أجل التنمية ومن أجل كل هندي». وتلقى الرجل القوي الجديد في الهند الذي تثير شخصيته انقساما عميقا، تهنئات قادة العالم أجمع بعد فوز فريقه على حزب «المؤتمر» الذي تتزعمه أسرة غاندي والذي مني بأسوأ هزيمة في تاريخه. وقد وعد زعيم حزب بهاراتيا جاناتا الذي لم يشغل أي منصب من قبل على الصعيد الوطني، بتحقيق أحلام 1.2 مليار هندي، وهو أسلوب لتهدئة مخاوف الأقليات وبخاصة المسلمون الذين وقعوا ضحايا الاضطرابات الدامية التي اندلعت في ولاية غوجارات في عام 2002. وقال مودي أمام ناخبيه في غوجارات مساء أول من أمس: «أريد معكم جميعا دفع هذا البلد قدما، ومن مسؤوليتي أن أصطحبكم معي لقيادة هذا البلد». واستخدم موضوعا متكررا في خطابه، مشيرا إلى أن الهند، ثاني أكبر بلد في العالم من حيث التعداد السكاني، يجب أن تصبح قوة عالمية معترف بها، واعدا بأن يكون القرن الحادي والعشرون «قرن الهند». وقال مودي أيضا إنه يحتاج إلى «عشر سنوات لا أكثر لتطوير البلاد». ومن المرتقب أن يجري تنصيب رئيس الوزراء الجديد رسميا الأسبوع المقبل. وكان مودي ركز حملته على وعد بإعادة إطلاق الاستثمار وقيادة البلاد بفاعلية وشفافية. وفي المقابل، خرج حزب «المؤتمر» من عشر سنوات من الحكم مضعفا بفضائح الفساد المتكررة وركود الاقتصاد وتضخم متنام. ووصف مراقبون حملة راهول غاندي، نجل رئيسة حزب المؤتمر سونيا غاندي، بأنها كانت باهتة ومن دون توجه. وأفادت النتائج النهائية التي أعلنتها اللجنة الانتخابية عن حصول حزب بهاراتيا جاناتا على 279 مقعدا من أصل 543 في البرلمان، أي أول غالبية مطلقة يحصل عليها حزب واحد في خلال 30 سنة. وبينما يترقب الجميع التشكيل الحكومي الذي سيختاره مودي، طرح اسم آرون جايتلي لتولي وزارة المالية، كما يتوقع كثيرون أن يبقى رئيس الحزب راجناث سينغ وزيرا للداخلية. أما المهمة الرئيسة الملقاة على عاتق مودي فستكون تحريك الاقتصاد مع تدهور النمو من تسعة في المائة إلى أقل من خمسة في المائة في خلال سنتين، وتضخم متعاظم فيما يعاني ملايين الشبان من البطالة أو يشغلون وظائف دون مؤهلاتهم.