طفلة من فلسطين بقلم مديرة التحرير / وسيلة الحلبي* يا طفلتي عروستي ست وستون عاماً عشتها لا يزال الدرب مجهولاً وملغوماً ومملوءاً بعسكر * * * ست وستون عاماً مشيتها فوق الرمال والقذى تحت الصّخور والسجون حكايتي لازالت تحتضرْ * * * لا تسأمي يا طفلتي لا تصمتي ثوري بنية واصرخي زلزلي الجدران حطّمي القيودَ ..في اليوم الأغرِ * * * طفلتي حبيبتي من قص ضفائرك الحزينة .من جرح وجهك بالسكين من كسر لعبتك الجميلة من ألقى النار على شفتيك الحالمتين الرائعتين ..وسحب من عينيك نار الشررْ * * * من نزع أظافرك الطويلة يا وردتي من حفر على خديك شوارعا من القهر من سارع لقتل الفرحة في عينيك الخضر أليس صهيون عدو البشرْ * * * بنيتي من وضع السُم في حلقك من زرع الخنجر في خصرك من رش الحقد على صدرك وعاث شغباً وتخريباً بزرعك بأرضك ببيتك أليس حقد البشرْ * * * يا .طفلتي لا تيأسي زلزلي الدنيا عليهم ..واقتلعي برموشك العذارى الشوك والأحزان من قلوب الحيارى واقذفيهم بالحجارة وحاذري حبك للأرض أبداً لا يتعثر وازرعي زيتوناً ورماناً وعنباً وقمحاً وزعترْ واقبضي على عنق السنابل مثلما عانقت خنجر *** ست وستون عاماً طفلتي قنابل في الأرض تدفن ست وستون عاماً حبيبتي لا زال الدربُ مجهولاً ومملوءاً بعسكر ليقتل قلبَ حبيبتي صغيرتي قبل أن تدرك معنى العشقِ وتكبرْ *مدير تحرير روافد *عضو الاتحاد العام للكُتّاب والصحفيين الفلسطينيين *عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب