نقل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو لوزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل الذي وصل إلى تل أبيب مساء أول من أمس في زيارة تستمر أياماً، قلق الدولة العبرية من الاتفاق المزمع توقيعه بين طهران والدول العظمى، داعياً المجتمع الدولي إلى التعاطي بصرامة مع «التضليل الذي تقوم به إيران». وقال نتانياهو للصحافيين قبل لقائه هاغل أمس إنه لم يتفاجأ من تقرير الأمم المتحدة الأخير «الذي أشار إلى الجهود الجارية في إيران لتضليل المجتمع الدولي من خلال مواصلة تطوير صواريخ بالستية، وانتهاكها المتواصل التزامها شروط مجلس الأمن التي تحظر عليها تطوير بعض أجزاء من برنامجها النووي». وأضاف أن إسرائيل متأكدة من أن إيران لن تنفذ شروط الاتفاق، وستواصل سعيها إلى امتلاك قدرات نووية. ودعا نتانياهو المجتمع الدولي إلى عدم السماح لإيران بأن تخدعه في مفاوضات التوصل إلى اتفاق، وقال: «ممنوع أن نمكّن آيات الله من تحقيق انتصار، وممنوع أن نمكّن إيران بصفتها رائدة الدول الإرهابية في عصرنا أن تطور سلاحاً نووياً»، معتبراً طموح طهران لبلوغ قدرات نووية «خطراً على إسرائيل وعلى الولايات المتحدة والسلام العالمي». المفاوضات وتطرق نتانياهو إلى تعثر المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وكرر القول إنه لا يمكن للسلطة الفلسطينية أن تحقق السلام مع إسرائيل ومع «حماس» في الوقت ذاته وعليها الخيار بينهما، مذكّراً على مسامع ضيفه بأن الولايات المتحدة اعتبرت «حماس» منظمة إرهابية. وتابع إن إسرائيل قلقة من الأوضاع في قطاع غزة وفي مناطق السلطة على السواء، بداعي أن هناك تحريضاً مستمراً على «وجود الدولة اليهودية»، واتساعاً «لمظاهر معادية للسامية» على نحو يعرقل السلام. من جانبه، شدد هاغل أن الولايات المتحدة ملتزمة الوقوف إلى جانب إسرائيل وعدم تمكين إيران من امتلاك السلاح النووي، واصفاً هذا الالتزام بـ «الحازم»، مذكراً بأن الرئيس باراك أوباما قطع هذا الالتزام لنتانياهو وللشعب في إسرائيل، وبأن «الولايات المتحدة ستفعل ما يتعين عليها للوفاء بهذا الالتزام». وكان هاغل أشاد بعد وصوله إلى تل أبيب حيث استقبله نظيره الإسرائيلي موشيه يعالون، بالعلاقات الوثيقة القائمة بين إسرائيل والولايات المتحدة، مضيفاً أنها تنعكس في المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل ومشاريعها التكنولوجية. وأشار إلى أنه قام بزيارة لقاعدة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي حيث ستجري المناورات المشتركة للجيشين الإسرائيلي والأميركي بمشاركة آلاف الجنود، ما يؤكد طبيعة العلاقات العسكرية بين البلدين. وأضاف أن لا علم له بأي حقائق تؤكد صحة التقارير في مجلة «نيوزويك» الأميركية عن قيام إسرائيل بأعمال تجسس واسعة النطاق داخل الولايات المتحدة. ونفى يعالون هذه الأخبار، وقال إنه عندما تولى منصب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي قبل عقدين من الزمن «لم يُسمح لي بالقيام بأي أعمال تجسس في الولايات المتحدة ... والآن كوزير للدفاع لا أسمح بالقيام بمثل هذه الأعمال». واعتبر أن زيارة نظيره الأميركي لإسرائيل تؤكد متانة العلاقات بين الدولتين «اللتين تسعيان إلى تحقيق هدف مشترك هو منع إيران من امتلاك قنبلة نووية، على رغم أن هناك خلافات بيننا في شأن طريقة الوصول إلى هذا الهدف». وأكدت وسائل الإعلام العبرية أن هاغل تناول مع سدنة الدولة العبرية، إضافةً إلى الملف النووي الإيراني وتمتين التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وإسرائيل، التطورات الحاصلة في سورية. إسرائيلفلسطين