لم يكن تواضع الفريق الأول لكرة القدم بنادي الفتح بطل النسخة السابقة 2013م خلال الموسم المنصرم مفاجئا لجماهيره حيث عانى كثيرا في نهاية الموسم الذي فاز فيه بالدوري وبدأ مستواه يتراجع منذ تلك الفترة، وتسببت عدة عوامل في هذا التذبذب الذي ظهر به، بل وكان من المهددين بالهبوط لدوري ركاء للمحترفين، ولكنه نجا، ففي اللحظات الأخيرة بعد فوزه على الاتفاق بجانب أن المواجهات المباشرة خدمتــه كثيرا، ورغم أن الواقع كان يشــير لاحتياج الفريق لتدخـــل عاجل وسريع مــــن الإدارة لإنقاذه لكن هذا لم يحصل وكأن الإدارة كانت على قناعة بأن الفريق مهما حدث له من اهتزاز لن يصل مرحلة التهديد بالهبوط لأن شخصية الفريق البطل ما زالت تتقمصه، بينما كان الواقع عكس ذلك وغابت شخصية البطل نهائيا وأصبح الفارق كبيرا جدا بين الموسم الذي فاز فيه بالدوري وبين الموسم المنصرم. مشوار مخيب كان مشوار الفتح مخيبا للآمال وبدلا من أن يواصل تميزه الذي ظهر به في موسم 2013 وظفره ببطولة الدوري الممتاز لأول مرة في تاريخه وقهره للكبار بجانب تحقيقه بطولة السوبر السعودي كأول فريق سعودي يحقق هذه البطولة الحديثة انتكس بصورة كبيرة، وعندما نجد فريقاً يحقق الدوري وليس بينه وبين الاتفاق الهابط لدوري ركاء إلا نقطتين فقط تكون الصدمة كبيرة للفتحاويين، وعندما تجد أن الفريق لم يحقق سوى 7 انتصارات ومثلها تعادلات وخسر في 12 مباراة يؤكد أنه يمر بأسوأ فترة عاشها في دوري الكبار، ولعل المصيبة التي كادت تعصف بالفريق أن مرماه استقبل 39 هدفا وهذا معدل خطير ويتطلب معالجة فورية، خاصة وأن الفريق حصل على 28 نقطة فقط مقابل 64 نقطة نالها عندما حصل على البطولة أي بفارق 36 نقطة وهذا وحده يدق ناقوس الخطر، وربما تكون علة الفتح الدفاعية سببها غياب المحترف كيمو (سنغالي) والذي كان صمام الأمان للخطوط الخلفية. جوانب سلبية خلال مسيرة الفتح في جميع المسابقات التي شارك فيها نجد أن البدائل لم يكونوا إيجابيين عندما يدفع بهم المدرب فتحي الجبال، وهذه نقطة ضعف ظهرت بشكل واضح في حالة غياب بعض اللاعبين نتيجة للإصابات أو الإيقافات التي حدثـــت طوال الموسم الماضي، ولعل من الأخطاء التي لم تعالج من الموســــم الماضي قضيـة اللاعب الجاهز الذي يمكنه القيام بنفس الدور الذي يلعبه الأساسي، وهذا الأمر جعل خطوط الفريق غير متوازنة مما أثر على نتائج الفريق في المسابقات المحلية والخارجية. صفقات مضروبة ولعل من أهم المحاور التي أثرت على نتائج الفتح لهذا الموسم قضية الصفقات التي أبرمت مع عدد من اللاعبين المحليين والأجانب والتـــي كانــت بلاشـك "صفقات مضروبة"ومنها صفقات عبــــد الرحمن القحطاني الذي وضح تذمره الشديد من جلوسه على مقاعـــد الاحتياط والظهير محمد نامي الذي لم يسجل أي إضافة إيجابية للفريق بجانب الظهير الأيسر شافي الدوسري الذي لم نشاهده كثيرا وأثناء مشاركته تجده ظهيرا ومرة لاعب وسط أيسر ولهذا لم تكن الصورة واضحة بخصوص المركز الذي يلعب فيه، كما هو حال المهاجم محمـــد حيدر "لبنانـي" الذي كـــان مستواه متذبذبا بين مباراة وأخرى، ولعل المباريات الجميلة التي لعبها كانت معدودة على أصابع اليد. فشل في الدعم عندما حقق الفتح بطولة الدوري وكأس السوبر الموسم الماضي توقع الجميع أن يكون هناك تحرك إداري قوي من أجل النهوض بالفريق لمواصلة المنافسة على البطولات ولكن هذا لم يحصل وحتى الآن لا يعرف السبب الذي جعل بالإدارة لاتتحرك بالصورة المطلوبة لعقد صفقات محلية قوية يكون لها تأثير إيجابي. غياب التركيز افتقدت التشكيلة الأساسية للفتح الاستقرار ليفقد الفريق أهم أسلحته التي حقق بها الدوري الموسم الماضي وهو"الهوية" حيث كان يسير بوتيرة واحـــدة ودون تغييــــرات كثيرة طوال الموسم، بينما هذه المرة افتقد الانســـجام في المباريات الحاســــــمة وبالتالي أصبح يعاني من حالة الارتباك الفنية حيث كانت هناك حالة من التشتت الذهني وسط اللاعبين مما جعلهم يصلون بالفريق لمرحلة التهديد بالهروب من الهبوط لفريق كان بطلا والمفترض أن ينافس على لقبه. ضرورة التغيير انخفــــــاض أداء الفريق بهذا الشكل المخيف يتطلب من الإدارة أن تقوم بعملية إصلاح شامل لكافة الأجهزة الفنية والإدارية، والواقع يتطلب أن يكون هذا التغيير قبل بداية إعلان برنامج إعداد الفريق للموسم المقبل، خاصة وأن بعض الأسماء ظلت موجودة منذ العام 2008 مما يستوجب ضخ دماء جديدة في الشقين الفني والإداري، ولعل الأمر الذي يتطلب استعجال التغيير ما تعرض له الفريق خلال مشاركته الأولى ضمن أبطال آسيا والتي كانت سلبية للغاية وأكدت حاجة الفريق الماسة للتغييرات. وعي جماهيري رغم أن المشاركة الآسيوية الأولى كانت مخيبة ولكن الوعي الحقيقي كان من الجماهير التي قدرت وضع الفريق بأن هذه المشاركة الخارجية تعتبر جديدة عليه حيث وضح الفارق الكبير، مما جعل الفريق لايحقق أي انتصار طوال مشواره في المنافسة، وجمع نقطتين فقط بعد التعادل أمام بونيودكور والجيش وكلاهما في الأحساء، بينما وضح أن الفريق يعاني من مشكلة مستعصية في نهاية كل موسم بأن يكون أداؤه ضعيفاً للغاية حيث تلقي هزيمة ثقيلة أمام فولاذ الايراني بخماسية على أرضه وبين جماهيره. كشف الحقائق لعل إدارة الفتح كانت تلمس خطورة الوضع الذي يعيشه الفريق مع نهاية مشاركته في الاستحقاقات المحلية والخارجية ومن أجل فتح ملف هذا الإخفاق وحتى يكون شفافاً أمام أعضاء الشرف ويتم وضعهم في الصور استغلت الاجتماع الذي عقد بمقر النادي من أجل مناقشة الأوضاع بصورة عامة بحضور أعضاء المجلس الشرفي وكبار الداعمين، وقدم رئيس النادي المهندس عبد العزيز العفالق شرحاً مفصلاً عن وضع الفريق والسبب الذي أدى لهذا التراجع، كما تم استعراض النجاحات التي تمت ومن بينها إنجاز فريق السلة. وهذه الشفافية تؤكد أن الإدارة تريد أن تفتح الباب لكل المحبين ليدلوا بدلوهم فيما يخص المرحلة المقبلة.