×
محافظة المنطقة الشرقية

لبرنامج همومنا في القناة الأولى بمناسبة الذكرى الحادية عشرة للعمليات الإرهابية والد وجدان: ابنتي ضحية فكر ضال اتخذ الإرهاب وسيلة لأنه مفلس

صورة الخبر

لسنوات طويلة روج الساسة الإيرانيون أن أمن الخليج لن يتحقق سوى بالتصدي لأي تدخلات دولية في شؤونه تنعكس سلبا بالضرورة على استقرار دوله ومستقبل أبنائه، وكان المفصل الجوهري في المزاعم الإيرانية دائماً هو التوجس من التدخل الأجنبي في المنطقة عبر تحالفات دول مجلس التعاون الخليجي، غير أن ذلك الطرح الإيراني الذي يبدو منطقيا في ظاهره كان دائماً ما يصطدم بالسلوك السياسي الإيراني تجاه دول مجلس التعاون الخليجي والذي يفتقد إلى الثقة والوضوح في تحقيق أمن الخليج ابتداء بالتصريحات النارية التي لا تشي بأي رغبة في الاستقرار وليس انتهاء بالعبث بأوراق المنطقة لإحداث الفوضى وإحكام النفوذ! عدم الثقة بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي عموما والمملكة العربية السعودية خصوصا ليس وليد تصريحات لفظية فقط بقدر ما دعمتها تراكم أفعال وسياسات إيرانية تدعم جيوبا طائفية تتيح لها التدخل في شؤون المنطقة، بل إن المفارقة العجيبة أن إيران ترى منطقة الخليج العربي ساحة لتصفية حساباتها كلما أحست بالخطر فحين تخوف الإيرانيون من توجيه ضربة إسرائيلية أمريكية لمفاعلاتها النووية هددوا بتوجيه عملائهم من الخلايا النائمة لزعزعة الاستقرار في دول الخليج !! التصريحات التي أطلقها سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل أمس الأول حول دعوة إيران إلى التفاوض ليست بجديدة للمتابع لهذا الملف، فقد وجهت منذ فترة إلى الإيرانيين ليتم بحث كل ما من شأنه دعم أمن المنطقة واستقرارها بعيداً عن التدخلات الأجنبية، غير أن التلكؤ والمماطلة ما يزالان جليان في الموقف الإيراني، والحقيقة أن هذه الدعوة القديمة المتجددة ليست وليدة مرحلة أو توجهات تكتيكية بقدر ما تمثل رؤية راسخة، فقد أفصح الأمير سعود الفيصل في مؤتمر الأمن الإقليمي الأول أو ما يسمى بحوار المنامة عن الرؤية السعودية تجاه أمن الخليج حين قال: إن تحقيق ذلك الأمن يتضمن مجلس تعاون خليجيا موحدا ويمنا موحدا وعراقا مستقرا وإيران صديقة ! والمتأمل في هذا التصريح يدرك أن إيران الصديقة جزء من الرؤية السعودية والخليجية تجاه استقرار المنطقة، لكن هذه الصداقة التي تضمن الاستقرار لن تتأتى من خلال استمرار السلوك السياسي الإيراني الحالي ودعم الجيوب التي تثير القلاقل والاضطرابات داخل دول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة. أخيراً لابد من القول إن إيران أمام اختبار تصديق أقوالها ووعودها أمام هذه الدعوة السعودية «المستقلة» القديمة المتجددة للتفاوض وإثبات حسن النوايا، وأن أي مماطلة أو تسويف في حسم الموقف ليس سوى رسالة تأكيد بأن إيران ليست شريكا موثوقا لصنع الأمن والسلام في المنطقة، ومهما كانت الإجابة فلن تعيا المملكة ودول الخليج في تحقيق أمنها ودعم استقرارها مهما كلفها الأمر!.