انتهى موسم الهلال، وأكتب هذه الأسطر قبل أن يلعب الهلال البارحة مع بونيودكور، وسيان كان الهلال قد تجاوز المطب الأوزبكي إلى دور الثمانية الآسيوي وهذا هو المأمول، أو كان قد وقع المحذور وخرج الفريق من البطولة، فإن شيئاً لن يتغير فيما سأذهب إليه هنا. الهلال خرج هذا الموسم من المولد المحلي فارغ اليدين على غير عادته، والهلال هذا الموسم كان محل أخذ ورد بين أنصاره فيما يتعلق بالمردود الفني للفريق ومدى جودة العمل المقدم من الجهاز الفني للفريق، ومستوى اللاعبين الأجانب الذين تم التعاقد معهم إن في الفترة الصيفية أو في الفترة الشتوية. في هذا الصدد تحدث هلاليون كثر عن الفريق، وطالبوا إدارته كثيراً بالتدخل لاسيما في منتصف الموسم، بل إن حمم المطالبات وصلت للإدارة نفسها حيث طالب البعض بأن تدفع فاتورة تراجع الفريق وأن تستقيل تاركة المجال لغيرها، هلاليون آخرون طالبوا بتأجيل مثل هذه الأحاديث والمطالب إلى نهاية الموسم حرصاً على استقرار الفريق، وأن أي تغيير لن يحقق الإضافة المطلوبة على المدى البعيد مستدلين بتجارب سابقة. ها هو الموسم قد أسدل ستاره، وهاهو الهلال يخرج من الموسم بلا ذهب، فهل حانت الفرصة الآن للحديث عن الفريق ومستقبله؟ الحقيقة التي لا تقبل الجدل أن الهلال -وبعيداً عما خلُصت إليه مباراة البارحة- قد تراجع كثيراً هذا الموسم، يكفي للدلالة على هذا التراجع أن الفريق قد خرج من السباق المحلي صفر اليدين، والقول بأن الفريق لم يكن سيئاً وأنه حقق نتائج كبيرة أمام فريق منافسة وأنه حل وصيفاً في بطولتين، وأن أخطاء التحكيم قد أسهمت فيما خلص إليه، لا يسمن ولا يغني من جوع، ولا يمكن أن يقنع هلالي مخلص بما تحقق!! والحقيقة أيضاً أن الهلال يحتاج للكثير حتى يعود فريقاً كبيراً كما كان، بطلاً كما تعود الجميع!! والحقيقة أيضاً أن استمرار بعض الأشياء والأخطاء في منظومة العمل الزرقاء سوف تحد من تحقيق تطلعات محبيه، وسوف تسهم في تكرار نفس الأخطاء وبنفس الوتيرة، ولن يكون هناك جديد، فالهلال يسير على هذا النحو منذ مواسم، أخطاء واجتهادات ونجاحات محدودة ومسكنات ووعود، ثم ماذا... أخطاء واجتهادات ونجاحات محدودة ومسكنات ووعود!! ولا جديد يلوح في الأفق الأزرق. هنا يجب أن نكون منصفين، فالهلال تطور بعض الشيء في نهاية الموسم، وبدا أن مدربه سامي الجابر قد بدأ يتعلم من أخطائه ويستفيد من التجارب التي مر بها، لكن هذا التطور ليس بالشكل الذي يريده الجميع، وليس بالمستوى الذي يرضي طموحاتهم أو يحقق بطولة كانوا ينتظرونها!! الهلال الذي بدأ إجازته اليوم، يجب أن يبدأ من اليوم العمل من أجل العودة بطلاً وليس مجرد منافس فقط!! يجب دراسة أخطاء الماضي بكل تفاصيلها ووضع الحلول المناسبة لها، يجب الاستفادة من كل الحلول المتاحة لرتق بعض الثقوب التي يعاني منه جسد الفريق، ولا يريد البعض الاعتراف بها، لا بد من اجتثاث كل الأخطاء والمشاكل من جذورها وعدم اللجوء إلى ذر المسكنات عليها، ثم ما تلبث أن تعود أشد من السابق!! لا بد من تقديم الشكر لبعض الأسماء، فقد انتهى زمانها وإعطاء الفرصة للاعبي الفريق الأولمبي والعمل على تأمين تعاقدات محلية وأجنبية تتوازى وطموحات الهلاليين!! يجب الجلوس مع مدرب الفريق ومناقشته في كل الأخطاء التي وقع بها، فسامي مثله مثل أي مدرب في هذا العالم يجب مناقشته وعرض أخطائه ومطالبته بتقديم مبررات لها والسبل والضمانات الكفيلة بعدم تكرارها. يجب أيضاً دراسة أسماء العاملين بالجهاز الإداري، وهذا الجهاز بالذات لا بد من مراجعته بشكل مستفيض، والنظر في إمكانية استقطاب اسم هلالي يكون معروفاً بقوة الشخصية والصرامة في اتخاذ القرار والقدرة على التعامل مع اللاعبين في ظل تفاوت أعمارهم وتصرفاتهم والطبيعة الشخصية لكل منهم، ليتولى زمام الأمور الإدارية في الفريق والاستفادة من فهد المفرج كمساعد له!! حتى يعود الهلال المنشود لا بد أن يكون هناك عمل حقيقي، ومن أجل أن يكون هناك عمل حقيقي لا بد أن يكون له ضحايا، وأن تكون المجاملات هي آخر كلمة في خطاب التصحيح الأزرق الذي ينتظره الهلاليون بشغف!! الاحتراف بالمقلوب!! بدلاً من أن يطور اللاعب قدراته وإمكانياته بحثاً عن العرض الأعلى، أصبحت الأندية ترهق مواردها من أجل التعاقد مع لاعبين لم يقدموا شيئاً حتى الآن أو لاعبين أثبتوا أنهم لا يمكن أن يقدموا شيئاً، وكل ما في الأمر استعراض قدرات ومحاولة كسب رضا الجمهور، والأخير يدرك أن بعض اللاعبين لن يحققوا أي إضافة، لكنه يريد أن (يطقطق) على المنافسين فقط وهذا كل ما في الأمر!! ولأن اللاعب لدينا يدرك أن التوقيع معه مضمون فقد توقف مستواه وطموحه عند نقطة معينة لا تلبث أن تتراجع بعد التوقيع، لذا تراجع المستوى الفني للمنافسة، وعجز اللاعب أن يكون رقماً مؤثراً في كثير من الأحوال، وللدلالة على ذلك فإن معظم لاعبي الملايين في الأندية السعودية عجزوا أن يكونوا شيئاً مذكوراً في الاحتراف الخارجي الذي لم يفلح فيه أي لاعب سعودي حتى تاريخه!! هنا... فتشوا عن معظم اللاعبين الذين تنافست عليهم بعض الأندية، وعن اللاعبين الذين تجاوزت عقودهم حاجز الـ25 مليون ريال، أين هم الآن وإلى أين وصل مستواهم وما هي إنجازاتهم وما مدى تأثيرهم على الأندية التي انتقلوا إليها، فتشوا أيضاً عن لاعبي الملايين، أين كان بعضهم وما هو تاريخه، ولماذا وصلت أسعار عقودهم إلى هذا الحد، عندما تجدون الإجابة ستعرفون لماذا توقفت مشاركات الأخضر في المونديال ولماذا غاب عن اللقب الآسيوي طويلاً، وهل هو قادر على العودة إلى ما كان عليه أم أن الانتظار سيطول؟ أخيراً: كيف الحال يا لجنة الاحتراف؟ مراحل... مراحل * بعد قرار لجنة الاستئناف نقض قرار الانضباط بحق البلطان، والحيثيات التي تضمنها قرار الاستئناف، كان المفروض أن يتدخل اتحاد الكرة ويحل لجنة الانضباط، لكن يبدو أن الاتحاد ينتظر رأي لجنة التقييم قبل اتخاذ أي خطوة في هذا الصدد. * أندية بدأت تحركاتها استعداداً للموسم المقبل، وأندية ما زالت ترى في الوقت متسعاً وتنتظر أن يضيق بها حتى تبدأ تحضيراتها كالعادة. * تدوير اللاعبين بين أندية الوسط انطلق والمستفيد في الغالب هم اللاعبون!!