غير الرسائل التي يتلقاها وزير الصحة المكلف عادل فقيه عن كورونا هذه الأيام، أريد أن أوجه له رسالة أخرى عن جدوى وجود لجان دينية بالمستشفيات تشغل منسوبيها بما ليس شغلهم. وقد أخبرني أحد الأطباء الأصدقاء أن هذه اللجان (المفعلة بقوة) تعقد اجتماعات دورية مطولة وتعمل على قرارات ومطولات كتابية ليس لها علاقة من قريب أو بعيد في الشأن الطبي. قد نفهم أن تكون هناك مجموعة صغيرة مكلفة من إدارة المستشفى أو القطاع الطبي لمراقبة الزي المناسب والذوق العام فيها، لكننا لا نفهم أن تكون في المستشفى لجنة دينية تدعو وترشد وتتحفظ وتفسر الأمور حسب وجهات نظر أعضائها. الدعوة والإرشاد لهما مؤسساتهما الوعظية الناشطة ويفترض أن هذه المؤسسات هي المخولة وهي الأعلم أصلا بأسس هذه الدعوة وهذا الإرشاد لأن منسوبيها ذوو اختصاص وتجربة في هذا المجال. ولذلك، يا معالي الوزيـر، وأنتم تعملون الآن حثيثا لتخليص الأجهزة الطبية من ترهلاتها وتشتيت انتباهها إلى أمور لا علاقة لها بها، ليتكم تعملون على إعادة النظر في تكوين اللجان الدينية بالمستشفيات ليتفرغ أعضاء هذه اللجان بحق لأعمالهم الطبية الأصلية أو المساندة، فنحن أحوج ما نكون إلى الاتقان في الخدمات الطبية التي لابد أنكم ترون الآن حجم ما اعتراها من ارتخاء في كافة مفاصلها، الصغيرة والكبيرة. ومن حق أعضاء هذه اللجان، إذا كان لديهم حماس للدعوة والإرشاد، أن ينضموا كمتطوعين إلى ركب الجمعيات واللجان الخارجية المعنية بهذا الشأن ليمارسوا هذا الدور في مواقعه الصحيحة المعتمدة رسميا من الجهات ذات العلاقة. وأعتقد أن أثرهم سيكون أقوى وأبلغ لأنهم يؤدون هذا العمل في أماكنه الصحيحة والمتخصصة. نحن، يا معالي الوزيـر، بحاجة ملحة وحاسمة لكل خبرة وقدرة في المجال الطبي لننهض بهذا القطاع ونضعه على الطريق الصحيح الذي ينقله إلى مرحلة متقدمة بعيدا عن المداخل والمخارج التي لا تفيده في شيء ولا تعود علينا كمواطنين بشيء .. سدد الله خطاكم.