أعي تماما أن وزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه مشغول هذه الأيام بملف فيروس كورونا المزعج الذي ما كان له أن يتضخم لو كان التعامل معه منذ البداية جادا وسريعا، ومع ذلك نرجو منه أن يعذرنا في الإشارة إلى بعض المواضيع الصحية المزمنة التي أرهقت الناس ولم تحسمها الوزارة. هي مواضيع كثيرة لا يمكن سردها دفعة واحدة، وإنما سنحاول مرة بعد أخرى الحديث عنها، كما أننا لا نطالب الوزير بالانشغال بها الآن، وإنما الإيعاز لمكتبه بتذكيره بها عندما يفرغ من الضيف الثقيل كورونا. الموضوع الأول هو حالات الطوارئ التي أكدت وزارة الصحة على جميع المرافق الطبية الخاصة بضرورة استقبالها دون تردد وفق معايير وتصنيف الحالات الطارئة وتقديم الرعاية الكاملة لها حتى تتحسن، ليتم بعد ذلك تقرير ما يتم بشأنها. لقد عممت الوزارة بذلك وألزمت وأكدت على محاسبة أي جهة ترفض أو تماطل وتتهرب من تنفيذ التعليمات الخاصة بذلك، ولكن معظم المرافق الصحية الخاصة لم تلتزم بتوجيهات الوزارة وعرضت كثيرا من المرضى للوفاة أو المضاعفات الخطيرة عندما رفضتهم، وما زال الحال على ما هو عليه يا معالي الوزير، فحبذا لو أوليتم عنايتكم لهذا الملف. الموضوع الثاني يتعلق بالإخلاء الطبي للمرضى الذين يحتاجون النقل إلى مراكز طبية متقدمة من مناطق المملكة التي لا تتوفر فيها معظم التخصصات الطبية الدقيقة. هذا الموضوع غريب وعجيب، يا معالي الوزير، فالأطباء يعانون كثيرا ويتألمون كثيرا من أجل مرضاهم الذين تسوء حالتهم قبل وصول الإخلاء الطبي؛ لأنه يحتاج إلى مخاطبات عديدة ومراسلات وإجراءات عقيمة تستغرق أياما قبل أن تأتي الموافقة، وقد تنتقل روح المريض إلى خالقها قبل أن يصل الإخلاء المنتظر. عدد طائرات الإخلاء قليل جدا، ثم إنه لا توجد دولة في العالم لا يكون فيها الإخلاء الطبي تحت إدارة الوزارة أو الجهة الرئيسية المعنية بالصحة. هذه الازدواجية موجودة لدينا فقط، وقد تسببت في كوارث محزنة كان بالإمكان جدا تفاديها. فهل يحظى هذا الملف باهتمامكم؟ سنحاول عرض بقية الملفات بالتنقيط حتى لا نثقل عليك، ولكن نرجو أن نسمع منك ماذا يتم بشأنها، مع دعواتنا لك بكسب أولى جولاتك في هذه الوزارة المتعبة.