كشفت دراسة أجراها علماء فرنسيون أن الأشخاص الذين يستخدمون الهواتف المحمولة بشكل مكثف يكونون أكثر عرضة لخطر تطوير أنواع معينة من سرطانات الدماغ، الأمر الذي يدق ناقوس الخطر حول صحة عدد ليس بالقليل بين السعوديين الذين يمتلكون قرابة 50 مليون اشتراك في خدمات الجوال. وأظهرت الدراسة التي نشرت الثلاثاء (13 مايو 2014)، أن الأفراد الذين يستخدمون الهاتف المحمول أكثر من 15 ساعة كل شهر لمدة خمس سنوات في المتوسط، يكونون أكثر عرضة من مرتين إلى ثلاث مرات مقارنة بغيرهم لتطور لسرطاني الجليوما، والورم السحائي، حسبما نقلت صحيفة "أراب نيوز" السعودية الناطقة بالإنجليزية. وتعد الدراسة التي نشرت في العدد الأخير لمجلة "بريتش جورنال أوكباشنال آند أنفيرومنتال ميديسن"، أحدث جولة من جولات البحث المتواصل التي تجريها مؤسسات علمية حول الأضرار الناجمة عن استخدام الهاتف الجوال. وذكرت الدراسة أنه على مدى الـ15 سنة الأخيرة، فشلت معظم الأبحاث في حسم قضية الأضرار الناجمة عن استخدام الهاتف المحمول إما بالإيجاب أو السلب، على الرغم من ربط كثير من العلماء بين الإصابة بسرطان الجليوما، والاستخدام المكثف للهاتف. وقالت إيزابيل بالدي باحثة من جامعة بوردو، المشاركة في البحث "إن نتائج الدراسة تم تأكيدها". وكانت الوكالة الدولية لبحوث السرطان أكدت في عام 2011 أن الموجات اللا سلكية التي تستخدمها الهواتف النقالة ربما تكون مسببة للسرطان. 50 مليون اشتراك وتدق النتائج التي كشفتها الدراسة ناقوس الخطر على حياة ملايين السعوديين الذين -بحسب تقارير إخبارية سابقة– يمتلكون 50.8 مليون اشتراك في خدمات الهاتف المحمول حتى نهاية عام 2013، بنسبة انتشار 170% بين سكان المملكة، 86% منها اشتراكات مسبقة الدفع بعدد 43.9 مليون مشترك. كما يُعد الشعب السعودي من أعلى الشعوب استخدامًا للهاتف الجوال؛ حيث أكدت دراسة لمنظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (يونكتاد) أن السعوديين سجلوا أعلى نسبة بين شعوب العالم على الإطلاق في استخدامهم للهاتف المحمول، بل تجاوزت نسبتهم بمسافة بعيدة كافة شعوب الدول الصناعية المتقدمة. وأظهرت دراسة يونكتاد التي أُجريت في عام 2012 أن في السعودية 188 اشتراكًا في الهاتف المحمول لكل مائة سعودي، وهي نسبة لم تتجاوزها سوى مقاطعة مكاو الصينية؛ حيث بلغ الاشتراك بالهاتف المحمول 206 لكل مائة نسمة. كما ارتفع عدد السعوديين –حسبما أكدت الدراسة- الذين يستخدمون الهاتف المحمول بنسبة تجاوزت 3 مرات بين الأعوام 2005 و2010. ففي منتصف العقد الأول مِن الألفية الثالثة وقفت نسبة الاشتراك في الهاتف المحمول بالسعودية عند الرقم 59 لكل مائة نسمة، لتصل النسبة إلى 188 في نهاية العقد الأول.