×
محافظة المنطقة الشرقية

ملعب الصائغ

صورة الخبر

في الشكل يبدو تصرف المدرب خالد القروني بقبول "وليمة البلطان" والتي سبقت مواجهة الفريقين في دوري أبطال آسيا في غير محله، ولا يعبر عن حصافة؛ ولا يستظهر وعيه بالأمور من حوله؛ خصوصاً وهو يعلم طبيعة التنافس بين أنديتنا، وما بلغه التعاطي الإعلامي والجماهيري من مأزومية تصل إلى حد التشكيك واستبطان النوايا بل وحتى الطعن في الذمم. في هذا السياق لا أحتاج لتذكير القروني ببعض التعاطي الإعلامي والجماهيري الذي أعقب خسارة الاتحاد من النصر في الجولة 24 من الدوري بنتيجة 3 – 1 بعد أن قام بالتعديل على التشكيلة بإراحة بعض اللاعبين الأساسيين والزج ببدلاء لهم من القائمة الاحتياطية ما فتح الباب لتأويلات ترقى إلى اتهامه بتمرير المباراة للنصر؛ حيث صدرت تلك ليس عن أطراف متنافسة وحسب بل سبقهم إليها اتحاديون. رأيي في الجانب الشكلي لقبول القروني لوليمة البلطان لا "أقدحها" من رأسي وإنما أبنيها على واقع نتعايش معه في وسطنا الرياضي بشكل يومي، ويكفي دليلاً التصريح الصحفي الذي ظهر به عضو شرف نادي الاتحاد الدكتور عبدالإله ساعاتي الذي غمز بشكل واضح في مآرب "الوليمة" وأهدافها، ويكفي أن يأتي التصريح تحت عنوان "وليمة البلطان للقروني مثيرة في التوقيت والهدف"؛ لندرك خطورة ما بلغناه في تعاطينا الرياضي؛ لاسيما إذا أدركنا أن التشكك والريبة لا يصدران عن مشجع موتور، ولا إعلامي محتقن وإنما من عضو شرف يحمل درجة الدكتوراه!. هذا ما يتعلق بالجانب الشكلي للحدث، أما ما يتعلق بالمضون فلا يمكن لعاقل أن يتصور أن القروني وهو المدرب المحترف والمحترم يمكن أن يكون لقبوله دعوة البلطان مآرب غير فكرة تلبية دعوة صديق لا أكثر كما برر في مؤتمره الصحفي، وإن كان هذا الصديق هو خالد البلطان الذي سيكون خصمه اللدود بعد يومين من الدعوة بما تحمل من توقيت حساس، كما لا يمكن لمن يسكن في جمجمته عقل كبير كان أم صغير أن يتصور أن الترتيب لأمر مريب بين الطرفين يمكن أن يكون بدعوة عشاء علنية وعلى طريقة "اللي ما يشتري يتفرج". وأزعم متيقناً أن البلطان تحديداً وهو الذي يجيد لعبة المشي على الحبال الإعلامية أياً تكن درجة خطورتها لا يمكن أن يكون قد فات عليه أن وليمته ستفتح باباً للقيل والقال وكثرة السؤال، وإن فاتت على القروني فلا يمكن أن تفوت على "القادح" لكنه لربما أرادها كذلك لحاجة في نفس يعقوب. يبقى الأهم في "وليمة البلطان" أنها كشفت عن خطورة ما بلغه التعاطي في وسطنا الرياضي، فبعد أن كنا نرفض أفعال المحتقنين الذين لوثوا أجواءنا الرياضية بسموم أفكارهم، ها نحن نصطدم بتعاطي من نحسبهم عقلاء، وهم الذين فضحتهم "قدحة الكوتش" خالد القروني وتعاطيه العفوي مع واقع مأزوم لا مكان فيه للنوايا الطيبة ولا التصرفات العفوية.