×
محافظة المنطقة الشرقية

القحطاني يقبض على الأمل بيد واحدة

صورة الخبر

التدرج في البحث العملي يحكمه خط إنتاجي بحثي واضح، فمثلاً يتوقع من الطالب أن يكون لديه على الأقل من ثلاثة إلى خمسة أبحاث منشورة أثناء دراسته للدكتوراه، يكون باحثاً أول في اثنين منها تشكل نواة رسالته للدكتوراه فالهدف من الدراسات العليا هي تعليم الطالب أساسيات البحث العلمي وطريقة التفكير النقدي وتأهيله للعمل في تخصصه الدقيق، غالبية الطلبة هنا يكونون منفذين لفكرة المشرف الرئيسي ويعملون تحت إشرافه فالطالب هنا قد يجيد أداء التجارب المعملية والتعامل مع المتغيرات في المعمل لكنه يحتاج أن يطور مهاراته في الكتابة البحثية في اختيار الطرق المعملية الملائمة لذلك يتم تشجيع طلبة الدراسات العليا على المساهمة في النشر العلمي مع المجموعة البحثية التي يعملون ضمنها. وحين يكون الطالب ضمن مجموعة بحثية نشطة فإنه يحظى بهذه الفرصة، لكن النشر البحثي في هذه المرحلة ليس هدفاً رئيسياً بل إن الهدف هو التعلم والتدريب لتأهيل الطالب للعمل البحثي. بعد حصول الطالب على الدكتوراه وحين يختار الانخراط في المجال البحثي فإن عمله ضمن فريق بحثي تحت إشراف باحثين متمرسين يكسبه مهارات جديدة تؤهله للمساهمة أكثر في صنع الفكرة العلمية وتطويرها حيث يتوقع من المنتمي للمجال البحثي بعد حصوله على شهادة الدكتوراه أن يكون قاعدة بحثية منشورة كباحث أول تصل على الأقل إلى خمسة أبحاث منشورة خلال مدة سنتين إلى ثلاث سنوات وذلك حسب التخصص ونوعية الموضوع. في بداية هذه المرحلة يعمل الباحث تحت إشراف باحث رئيسي متمرس ويقوم كباحث في بداية مشواره العملي بممارسة العمل المعملي أكثر من ممارسته كتابة المشاريع البحثية، لكن يتوقع منه القدرة على النقاش العلمي وتحليل النتائج والعمل باستقلالية في تطوير التجارب المعلمية، ويتطلب منه في هذه المرحلة أن يكون قادراً على تقديم نتائج أبحاثه في المؤتمرات واللقاءات العلمية، يتدرج بعد ذلك ليكون استقلاليته العلمية شيئاً فشيئاً من خلال عمله في مشاريع بحثية مختلفة ليكتسب التجارب من خلال الاحتكاك العلمي والنشر، حتى يصل إلى مرحلة رئيس مجموعة بحثية. وفي هذه المرحلة يفترض أن يكون قادراً على كتابة المشاريع البحثية وعلى إدارة فريق بحثي متكامل ويكون لديه تمويل ومعمل وتعاونات بحثية ويكون لديه أيضاً خط بحثي واضح، هنا تتراكم الإنتاجية البحثية المنشورة لتجدها تصل على الأقل إلى 30 بحثاً منشوراً في مجلات علمية محكمة ويتغير موقعه ليصبح الباحث الرئيسي في البحث المنشور لأنه صاحب الفكرة. يتوقع من قائد أي فريق بحثي أن يكون له مساهمات في نقل المعرفة وفي التدريب وفي التوجيه وفي مساعدة الباحثين المبتدئين على التطور والتدرج ليستقلوا ويحددوا مسارهم العلمي. في النهاية تقييم الباحث العلمي هو بإنتاجيته العلمية المنشورة في مجلات محكمة ومساهمته البحثية في مجال تخصصه، الكيف هنا أيضاً مهم وليس الكم فقط.