×
محافظة المنطقة الشرقية

دعوة الفوتوغرافيين للمشاركة في ملتقى الجوف الضوئي

صورة الخبر

إذا تحدثنا عن مواقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - فإنه لا يسعنا مقال واحد لنتحدث عن هذه المواقف، ولكننا سوف نُركِّز على موقف واحد وهو موقفه - أيده الله - من مصر، فمنذ بدء الأحداث بالشقيقة مصر في 30 يونيو حرص خادم الحرمين الشريفين أن يقف موقفًا تاريخيًا ذا رؤية إستراتيجية في دعم الدولة المصرية والشعب المصري في خيارهما الواضح للوقوف ضد الفتنة والإرهاب، وهذا الموقف يُذكّرني بموقف مماثل لشقيقه الملك فيصل بن عبدالعزيز - يرحمه الله - من مصر عام 1973م، عندما أصدر قرارًا تاريخيًا بمنع تصدير النفط للغرب حينما كانت هناك مواقف عدائية من الغرب تجاه مصر، وقام - يرحمه الله - بدعم مصر اقتصاديًا وعسكريًا وسياسيًا. وبالعودة إلى موقف خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - سنجده دائمًا ما يقف مع الأصوات المعتدلة، وهذا الأمر يحتاج إلى شجاعة كبيرة، فقد كان سبَّاقًا في تقديم المبادرات الإيجابية تجاه الشقيقة مصر، وهذا ما يُطلق عليه العلماء القائد الفريد، وخير دليل على ذلك ما رأيناه من تتابع الدول المؤيدة للخطاب الرشيد من دولة الإمارات العربية المتحدة والكويت، والبحرين والأردن... وغيرها، وهذا ليس غريبًا على سياسة المملكة التي يقودها أبومتعب، فقد كان أول من اتّخذ موقفًا صارمًا تجاه ما جرى في سوريا، ولم تلبث أن تبعته غالبية دول العالم. وقد أجمع الباحثون بأن الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - بادر بأهم موقف يُسجَّل في "تاريخ العرب الحديث"، فمصر كانت على وشك أن تتكالب عليها كثير من دول الغرب بغية إثارة الفتن والتقسيم، وكانت بالفعل المستهدف الأول بعد العراق وسوريا، وكان يُراد أن يقصم ظهر العرب من خلال تدميرها. فجاء الفارس النبيل خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- الذي أدرك كل ذلك، وعرف خيوط المؤامرات التي تُحاك، وعرف ما هي اللعبة الدولية بشكلها المطلق، وقد جاء هذا الموقف من شخصية فذة وذهنية عالية جدًا، وهذا الموقف يُسجَّل في هذه المرحلة بالذات، وضد دول وقوى كبرى وإرهاب ممنهج في داخل مصر وغيرها، ويُراد أن يمتد داخل كل الوطن العربي. ولم تقتصر مواقف خادم الحرمين الشريفين على المواقف الإنسانية والسياسية فقط بل تعدّته كذلك إلى المواقف الداعمة اقتصاديًا، فقد وجه منذ بدء الأحداث - حفظه الله ـ بتقديم حزمة من المساعدات لدعم الاقتصاد المصري لمواجهة التحديات التي واجهها الاقتصاد المصري بلغ حجمها الكلي خمسة مليارات دولار، كما أمر بإرسال ثلاثة مستشفيات ميدانية بكامل أطقمها من أطباء وفنيين ومعدات طبية وقوفًا ودعمًا للشعب المصري الشقيق، وتخفيفًا من الضغط على المستشفيات هناك. وأخيرًا.. يجب علينا أن نشيد في هذا المضمار بصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية - سلمه الله.. النجم السياسي الذي يتلألأ في الأوقات الصعبة، والذي أثبت وبكل جدارة الحضور الدبلوماسي السعودي على مسرح الأحداث في المنطقة والعالم، واستطاع وبكل مهارة وقدرة غير عادية في تحويل دفة السياسة الغربية الأوروبية تحديدًا تجاه الشأن المصري، وقد ظهر هذا جليًا في نتائج اجتماع الاتحاد الأوروبي الذي ظل يتوعد الحكومة المصرية بعظائم الأمور، وعندما تدخلت المملكة عن طريق وزير خارجيتها تراجعت أوروبا واتخذت موقفًا معتدلًا من الشقيقة مصر، فتحية عطرة لهذا الرجل الشجاع، الذي أثبت أنه خير خلف لخير سلف. والله الموفق.