ماجد الصالحي ( صدى ) : شددت الصحة على المستشفيات بعدم الاكتفاء بمسحة طبية واحدة لـ«كورونا» عند مراجعة مريض يشكو من أعراض ارتفاع الحرارة وانخفاض كريات الدم البيضاء والصفائح الدموية، بعد أن شخصت حالات بحمى الضنك واتضح لاحقا أن المريض مصاب بفيروس كورونا بعد أن كشفت المسحة الطبية بأن المريض سليم من المرض. ورأى أطباء مختصون أنه من الممكن أن تظهر نتائج المسحة الأولى سلبية للفرد الذي يشكو من ارتفاع شديد للحرارة لأن المريض يكون في فترة الحضانة وبالتالي فإنه يحتاج إلى إعادة المسحة بعد أيام أو قد تكون المسحة قد أخذت بطريقة خاطئة من الأنف، كما أن الاشتباه بالضنك وارد لأن أعراض ارتفاع الحرارة وانخفاض كريات الدم البيضاء والصفائح الدموية متشابهة بين المرضين، ومن هنا فإن إجراء تشخيصات الضنك على حدة ومسحات كورونا على حدة ضروري للوصول إلى دقة التشخيص. وأوضح مساعد مدير صحة جدة الدكتور تركي الشريف أنه تم تعميم جميع المستشفيات بضرورة التعامل مع أي مريض يشكو من أعراض شبيهة لكورونا كارتفاع حاد في الحرارة وانخفاض كريات الدم البيضاء والصفائح الدموية بخصوصية كبيرة وأخذ كل التحاليل والمسحات اللازمة وعزل المريض إذا كانت حالته متطورة جدا وفق التشخيص وعدم الاكتفاء بمسحة واحدة إذا ظهرت الأولى سلبية لأن الفيروس ربما يكون في فترة حضانة، مبينا أن تحاليل الضنك التي تجرى بعينة الدم تظهر النتيجة بدقة. وأشار إلى أن الضنك مرض مستوطن فإن إجراء تشخيصه بجانب مرض كورونا يساعد في تحديد المرض وعلاجه وخصوصا أن أعراضهما متشابهة في جانب واحد وهو ارتفاع الحرارة وانخفاض كريات الدم البيضاء والصفائح الدموية، بينما يختلف الحال في كورونا حيث يضاف لأعراضه الكحة والإسهال والالتهاب الرئوي في حالات متطورة وبالتالي فإن عدم الاكتفاء بمسحة واحدة لكورونا ضروري ولاسيما إذا كانت نتائج الضنك سلبية. الدكتور الشريف خلص إلى القول إن مرض كورونا بدأ ينحسر تدريجيا في جدة، ومن متوقع أن يستقر الوضع أكثر خلال الأيام المقبلة. وفي سياق متصل، أفاد استشاري ومدير الجمعية السعودية للأمراض المعدية والأحياء الدقيقة في المنطقة الغربية الدكتور نزار باهبري، أن وجه التشابه بين الضنك وكورونا يتمثل في ارتفاع الحرارة وانخفاض كريات الدم البيضاء والصفائح الدموية وبالتالي فإن توجه الأطباء لإجراء الكشفين يحدد دقة التشخيص، وهو أمر طبيعي لأن تحليل الضنك يكون عبر الدم أما كورونا فمسحة الأنف أيضا يجب أن تؤخذ بطريقة صحيحة لأنها لو أخذت بطريقة خاطئة فإن النتيجة قد تظهر سلبية، لذا فإن الطبيب ملزم بأخذ مسحة أخرى لتحديد التشخيص وعدم الاكتفاء بمسحة واحدة إذا كانت سلبية كما أن نتائج الضنك سلبية. الدكتور باهبري أكد أن فترة حضانة الفيروس قد تعطي نتائج المسحة سلبية، لذا فإن تكرار المسحة يحدد دقة التشخبص ومسار العلاج. وفي سياق متصل، أفاد مدير إدارة المختبرات وبنوك الدم في جدة الدكتور سعيد العمودي أنه لضمان الحصول على حساسية فحص العينات وإخراج نتائج صحيحة فإن أهم الاشتراطات في هذا الجانب هو أن تؤخذ المسحة بطريقة سليمة وإرسالها في أسرع وقت في حافظة تحتوي على قوالب ثلج الأمر الذي يساعد على حفظ العينة بشكل صحيح وسلامة النتيجة. وأشار إلى أنه في حالة وجود أي مخالفة ترفض العينة ومثال على ذلك إرسالها بدون قوالب ثلج، أو وجود أي كسر في الأنبوب، أو عدم مطابقة اسم المريض. وأكد أن ظهور النتائج السلبية في المسحات الأولى أمر وارد لأنه ربما تكون العينة قد أخذت والمريض غير مسخن وخصوصا أن الفيروس لم يحدث له تكاثر رغم وجوده لذا فإنه يتوجب أخذ العينة مرة أخرى لتجنب تضارب النتائج.