×
محافظة مكة المكرمة

تطوير أحياء الطائف القديمة في قلب اهتمامات أمير مكة

صورة الخبر

مثلت آثار الطائف الورقة الرابحة في جذب جموع السائحين وأصبحت عنوانًا يستقطب الزوار من داخل المملكة وخارجها حتى أن الزائر يبادر -حال وصوله الطائف- بزيارة الآثار التاريخية وأبرزها قصر شبرا التاريخي وبعض المساجد والسدود، «المدينة» تستعرض في تقريرها أكثر الآثار شهرة في عاصمة المصايف العربية. قصر شبرا معلم سياحي يتمثل أمام القادم من الشمال والعابر شارع شبرا يرى القصر شماله سامق وشامخ مجسد أحد أبرز المعالم العمرانية والثقافية التي شهدت عدة مراحل تاريخية شكلت دورا بارزا من خلال ما قام به القصر من أدوار تمثلت في الاستخدامات المتعددة التي شهدها القصر منذ إنشائه، ليكون فيما بعد متحفا مختلفا بعدما كان يمثل مقر للإمارة والاستقبال والاحتفال بصفة رسمية، وعندما تغيرت الطائف وهيئت القصور تحول قصر شبرا إلى متحف يحتوى على أكثر من 4000 قطعة أثرية تحكي بين أروقته قصص وحكايات وإنجازات وإهداءات نقرأ فيها الزمن القديم. عامان من البناء المعلم التاريخي التراثي الثقافي أنشئ في عام 1905 ليستغرق بناؤه أكثر من عامين، وكان القصر يقع خارج آنذاك خارج سور الطائف القديم، وهذا المعلم الشامخ المتأمل فيه يجد التميز في التصميم من حيث الفخامة والتأثر الواضح بخصائص العمارة الرومانية القديمة، في تمازج وتوظيف رائع لخصائص العمارة الإسلامية والمحلية التي تتجلى بوضوح ونراها في تصميم الأعمدة والأقواس والحمامات ذات الطابع الروماني الخالص من جهة، والرواشين والأبواب والشبابيك المزينة بالزخارف الإسلامية من جهة أخرى والتي يتأملها العابر شارع شبرا والقادم من الشمال، وكل هذه التحف المعمارية والتشكلات التاريخية والتراثية في القصر من خارجها وداخلها جعل من هذا القصر تحفة معمارية فريدة، وهذه التحفة المختلفة هناك مواد في بنائها تم الاستعانة ببعض المواد من خارج الجزيرة العربية، كالأخشاب التي جلبت من سنغافورة، والرخام من تركيا وإيطاليا، أما مادة البناء الرئيسية، فقد كانت الحجارة المحلية التي تمت تغطيتها بمادة الجص والنورة. 4 طوابق والزائر للقصر يجده يتكون من أربعة طوابق. وارتفاع كل دور بنسبة ثابتة، حيث يظهر للرائي التناسق المبدع لأربع واجهات بنظام واحد، تتخللها أعمدة مصنوعة من الحجر والنورة «وينتهي سور سطح القصر بزخرفة تميل إلى الطابع الروماني، مما أضفى جمالا على المنظر الخارجي من كل الجهات، وللقصر سلم كبير يعرف «بالسلملك» أمام مدخل القصر المؤدي إلى البهو، وبداية بناء القصر من دور تحت مستوى سطح الأرض لتعلوه أربعة أدوار متماثلة من حيث النسق والتصميم، على شكل جناحين.. شمالي وجنوبي، يتوسطهما بهو رئيسي واسع، تتوزع حوله الغرف والفراغات التي تتكرر بنفس الحجم والتصميم في جميع الأدوار، ويمكن الصعود للدور الأول عن طريق درج واسع يتحول إلى مسارين في قسمه الثاني، بينما يمكن الوصول إلى الأدوار العلوية الأخرى عن طريق درجين جانبيين يبدآن بمدخلين مطلين على الفناء، يتوسطهما المدخل الرئيسي الذي يمثل المدخل الثاني للقصر، والذي يقابل المدخل الرسمي المطل على شارع شبرا، والواقع في الجهة الغربية للقصر. ويوجد في الدور الثاني للقصر حمام تركي بني سقفه على شكل قبة تضم زخارف ملونة غاية في الروعة، وجدرانه مكسوة بالرخام، بينما يوجد في الدور الأرضي حمام آخر بنفس الأسلوب، ولكنه أصغر حجمًا». شهرة تاريخية قصر شبرا له صيغة رسمية وشهرة تاريخية جاءته من خلال العديد من الشخصيات التي ارتبطت بالعديد من الأحداث التاريخية التي كان لها أثرها في الحياة السياسية والاجتماعية السعودية. ولعل من أبرز هذه الشخصيات خلال الفترة السابقة لتوحيد السعودية السلطان وحيد الدين محمد السادس، آخر سلاطين الدولة العثمانية، عندما زار الحجاز في عام 1341هـ (1923) إلى جانب عدد من أشراف مكة آنذاك، منهم الشريف علي بن عون، والشريف حسين، وغيرهم. وعندما قيض الله للملك عبدالعزيز - رحمه الله - ضم الحجاز في عام 1344هـ (1926)، اتخذ من القصر مقرا لإقامته خلال فصل الصيف، كما شهد أحداثا تاريخية عديدة، فقد شهد مولد الأمير طلال بن عبدالعزيز، والأمير نواف بن عبدالعزيز، وبعد وفاة الملك عبدالعزيز أصبح القصر مقرا لوزارة الدفاع والطيران، وفيما بعد استخدمه الملك فيصل ـ رحمه الله ـ قبل وبعد مبايعته ملكا للبلاد مقرًا صيفيًّا لإقامته، ومقرًا لعقد اجتماعات مجلس الوزراء خلال الصيف، وبعد وفاة الملك فيصل، عاد القصر مرة أخرى تابعًا لوزارة الدفاع والطيران، بصفته مقرا صيفيا لمكتب الأمير سلطان بن عبدالعزيز حتى عام 1402هـ. متحف للآثار وشهد القصر أعمال ترميم رئيسية في عام 1418هـ (1997)، سبقت تحويله إلى متحف إقليمي للآثار والتراث، وعند ترميمه أخذت بعين الاعتبار المعايير العلمية في ترميم المباني التاريخية، حيث تمثلت أعمال الترميم في إزالة بعض الملاحق المستحدثة في فناء القصر، بما فيها مسجد كان يقع أمام المدخل الشرقي للقصر، ومعالجة الاهتزازات في السقوف، وتخفيف الأحمال عنها، ومعالجة التشققات في الأسطح، ومعالجة الأساسات، وعزل القواعد للحد من تأثير الرطوبة، وإلغاء التمديدات الصحية التي أضيفت في فترات لاحقة لمبنى القصر الرئيسي، مع صيانة التمديدات الصحية في المباني المستحدثة الأخرى التي تم الإبقاء عليها، وتستخدم حاليا كمرافق للمتحف، وغيرها من الترميمات». ويعتبر قصر شبرا عنصرًا رئيسًا في عملية العرض التي تبدأ من داخل البهو الرئيسي للدور الأرضي بالقصر بإعطاء نبذة عن تاريخ القصر، إلى جانب بعض المعلومات التاريخية والجغرافية لمدينة الطائف، مع عرض نماذج من أثاث مكتب الملك فيصل في الدور الأرضي، وكذلك الأثاث الذي كان مستخدما لمكتب الأمير سلطان بن عبدالعزيز في الدور الأول. وعن طريق مكتب الملك فيصل في الدور الأرضي، يمكن الوصول إلى أولى قاعات المتحف الذي يعتمد على توظيف التسلسل التاريخي للأحداث والمعروضات لعرض مقتنياته، كما هي الحال في معظم المتاحف في العالم، من خلال ثلاث قاعات عرض رئيسية، تمثل الأولى المراحل المبكرة من تاريخ الإنسان في السعودية، التي تعرف بعصر ما قبل الإسلام، حيث تم في هذه القاعة عرض مجموعة نادرة من الشواهد الأثرية لأبرز المراكز الحضارية داخل أراضي السعودية للفترة الممتدة منذ فجر التاريخ، حتى أواخر العصر الجاهلي، شملت الأدوات الحجرية والفخار والنقوش والكتابات والمنحوتات والمصنوعات المعدنية والعملات وغيرها، فيما تعرض القاعة الثانية مجموعة نادرة من الشواهد الأثرية، تجسد أبرز ملامح العصر الإسلامي، وشملت الفخار والخزف والأحجار الشاهدية والمخطوطات النادرة والعملات الإسلامية، وخصصت القاعة الثالثة لسرد قصة توحيد السعودية على يد الملك عبدالعزيز آل سعود، مع عرض بعض مقتنيات التراث الشعبي لمنطقة الحجاز، وفي وقت لاحق تم استخدام أحد مباني القصر لعرض أبرز الحرف التقليدية في محافظة الطائف، ويمكن للزائر الاطلاع على تاريخ وحضارة وتراث السعودية منذ أقدم عصر، وحتى الوقت الحاضر، بشكل موثق بالمعلومات والصور والرسوم التوضيحية، إلى جانب الشواهد الحضارية والأثرية لمختلف المراحل الحضارية». سد سيسد في شمال منتزه سيسد يقع سد بُني في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في سنة ٥٨هـ. ووُضع له نقش بجانبه فيه معلومات البناء واسم المُشرف عليه هذا نصه: (بسم الله الرحمن الرحيم.. هذا السد لعبدالله معاوية أمير المؤمنين.. بانيه عبدالله بن صخر بإذن الله لسنة ثمان وخمسين. اللهم اغفر لعبدالله معاوية أمير المؤمنين، وثبتّه وانصره ومتّع المؤمنين به. كتب عمرو بن حباب). السملقي وقريقير يقع جنوب غرب الطائف بنحو 18 كم ويعرف باسم سد ثماله في وادي ثماله على طريق الجنوب، فيما يقع سد قريقير يقع في وادي عرضه على طريق الشفا، سد العقرب يقع جنوب غرب الطائف وطوله أكثر من 113م وارتفاعه 4م وعرضه 5 م بالإضافة إلى سدود حديثه وكبيرة أشهرها سد عكرمة، سد ليه، سد صعب، سد اللصب، سد. النقوش الأثرية حظيت الطائف بالكثير من الكتابات والنقوش الأثرية التي كتبت على الصخور منذ مئات السنين ولا يزال بعضها ماثلًا إلى الآن في عدد من الأودية والسدود والجسور وغيرها وقد ذكر عدد من المؤرخين والرحالة الكثير من النقوش التي وجدت منها نقش كتابي على باب قبر الصحابي الجليل عبدالله بن العباس رضي الله عنهما ونقش على قبر زبيدة بالمسجد العباسي سنة 65 وثلاثمائة ونقش آخر في قبة عبدالله بن العباس رضي الله عنهما ومعظم هذه النقوش هي من آيات الله والأحاديث النبوية فهناك نقوش أخرى في جبل السكارى من سنة 188وهو بالمثناة وهناك نقوش أخرى بمنطقة الردف وتشمل النقوش أيضًا بعض بيوت الشعر ومنها هذا البيت لكعب بن سعد. ولست بمبد للرجال سريريتي...ولا أنا عن أسرارهم بسؤال. مسجد العباس في المنطقة المركزية وفي ملتقى طرق وسط المدينة تقف منارات ش مسجد العباس والذي يشهد توافد الناس إليه ولأداء صلاة الجنائز، ومسجد العباس هو نسبة لحبر الأمة وترجمان القرآن عبدالله بن عباس، رضي الله عنه، وهو من أشهر المساجد بالطائف وأعرقها من حيث الإنشاء ويعد مجمع وملتقى للعلماء حيث فيه ويلقون الدروس ويتلقون من مكتبته الكبيرة ما يثري، وتم إنشاء المسجد في العام التاسع من الهجرة ويشتمل المسجد على أربعة أروقة في الجهة القبلية ومنبر من خشب فيه عشر درجات وعليه قبة صغيرة من الخشب ليس بينهما وبين سقف المسجد إلا نحو شبرين وأمامه باب على يمينه محراب من رخام قطعة واحدة وحوله بناء مبلط بنورة. وله ثلاثة أبواب وفي مؤخرته منارة من جهة الركن من الجهة الشرقية ويعد من المنارات العلمية القديمة، حيث يضم مكتبة تحتوي على الكثير من أمهات الكتب، وفيه مقبرة عامة كبيرة تقع جنوب المسجد تسمى بمقبرة الشهداء، حيث تحتضن ما يزيد على 11 صحابيا استشهدوا خلال معركة فتح الطائف في العام الثامن للهجرة، في سنة 1378 في عهد الملك سعود - رحمه الله - أمر بعمارة المسجد العباسي عمارة كاملة أعادت بناء مناراته وأبوابه وزادت في مساحته نحو الغرب أكثر من ضعفه وتم الانتهاء من عمارته سنة 1381هـ بلغت مساحته أكثر من 15 ألف متر مربع. واليوم قررت وزارة الشؤون الإسلامية في إعادة بناء المسجد بما يتناسب مع أهميته ومكانته التاريخية ولم يتم البدء بعد ليبقى حكاية تاريخ يروى وفاتحة للإسلام ولأمته. قصر الكاتب في المنطقة المركزية يقف قصر الكاتب والذي يعود تاريخ تشييده إلى عام 1315هـ، ويمثل أبرز معالم العمارة الإسلامية والأعمدة ذات الطابع الروماني في المنطقة، حيث قام بإنشائه محمد بن عبدالواحد، الذي كان يعمل كاتبا خاصًا للشريف عون الرفيق (حاكم مكة والطائف آنذاك)، ومع بداية العهد السعودي 1343هـ، اتخذ منه الملك فيصل، رحمه الله، نائبا للملك في الحجاز، وقد اتخذ من هذا القصر مقرا لإقامته (وسمّى القصر آنذاك بقصر النيابة)، كما سكنه أيضا الأمير بندر بن محمد بن عبدالعزيز، قبل أن يُهجَر في عام 1388هـ وحتى الآن. مسجد الكوع وفي المثناه جنوب الطائف - وهي منطقة المساجد الأثرية وموطئ قدم الرسول (صلى الله عليه وسلم) عند قدومه الاول للطائف - هنا مسجد صغير أسفل جبل أبي زبيدة يسمى مسجد الكوع ويشير المؤرخون إلى أنه مقام على بقعة وقف فيها الرسول (صلى الله عليه وسلم) عند قدومه الأول» وقد اتكأ عليه الصلاة والسلام فسمي بمسجد الكوع.