طالب استشاري صحة عامة بإعادة هيكلة النظام الصحي في المملكة لمواجهة مخاطر الأزمات، واستعرض 3 عناصر إستراتيجية من شأنها تحسين المنظومة الصحية وسط تداعيات أزمة «كورونا». ووفقا للدكتور مجدي الطوخي استشاري صحة عامة وأمراض معدية فإن تطبيق التأمين الطبي دون عمل دون إصلاحات أساسية للنظام الصحي وتهيئة البنية التحتية القوية يعتبر خطأ وإهدارا للأموال والوقت والجهد. وقال الطوخي إن الجودة في العمل الصحي ليست ترفا إداريا وليست شهادات مبروزة تزين الجدران ومكاتب المديرين، بل إنها منهج حياة، والتعامل مع الحدث الأكثر سخونة على الساحة الطبية في الوقت الحاضر لا يكون بدغدغة أحاسيس الناس بتغيير قيادة ما في مستشفى، بل الأمر يتطلب أكثر من ذلك بمراحل، مضيفا «إن تطبيق وزارة الصحة لنظام التأمين الطبي الذي طال انتظاره على جميع المواطنين هو مطلب وطني»، مشيرا في الوقت ذاته إلى تهرب مستشفيات خاصة من التعامل مع حالات الكورونا، قائلا «إما لقلة الخبرة أو نقص الأدوات والكوادر». وزاد «العالم يعاني حاليا من تحول في أجندة الصحة العالمية من منطلق التركيز على المرض إلى تقوية النظم الصحية وهي المداخيل العمودية والأفقية من أجل تحسين المنجزات الصحية، ووزارة الصحة لدينا وقعت في نفس الفخ والخطأ المهني الذي وقعت فيه أغلب بل جل وزارات الصحة في دول العالم النامي فهي تمتلك وتشرع وتنظم وتراقب وتضع العقوبات بل وتقدم التمويل لكل الخدمات الصحية بالمجان، كما يساهم القطاع الخاص في تقديم خدمات صحية بإشراف حكومي لذا فإعادة هيكلة النظام الصحي أصبحت ضرورة ملحة»، موضحا «ليست العبرة في افتتاح العديد من المستشفيات والمراكز الطبية المتقدمة في الوقت الذي ترتفع كلفة تشغيل السرير وتقل جودة ونوعية الخدمات المقدمة وفي نفس الوقت ينصرف المريض الى القطاع الخاص لعدم قناعته بالخدمة المقدمة من وزارة الصحة». ووفقا للطوخي فإن التحدي الأخطر الذي يواجه القطاع الصحي السعودي هو سلامة المريض ورضاه عن الخدمة وهي جزء أساسي من منظومة الجودة الشاملة للعمل الطبي. وقال «إن الاعتماد على الرعاية الصحية الحكومية وارتفاع سقف توقعات المجتمع والطلب المتزايد علي القطاع الخاص والعام أدى إلى بروز عدة تحديات في مواجهة التخطيط الصحي». وأضاف «لن نستطيع التغلب على ذكاء فيروس الكورونا اليوم ولا ما يظهر في المستقبل من إخوان كورونا الا بتجويد العمل الصحي ووضع سلامة المريض في الأولويات والهاجس الأساسي للعمل الصحي بالمملكة».