لو خيّروك وقالوا : كم تبي نزيد راتبك ؟!. أو قالوا لك : سيتم تعيينك في وظيفة جديدة، حدِّد أنت راتبها المتوقّع؟!. كم الرقم الذي ستضعه ؟! بشرط أن يكفي احتياجاتك؟! لا أعتقد أنّ طمع الإنسان سيتوقف عند رقم محدّد.. بل على العكس الرقم لن يستقر، وستكتبه ( بالقلم الرصاص ) أولاً، ثم تعود لتمسحه مرة أخرى لتكتب رقماً أكبر، وهكذا.. ستتذكّر في كل مره مصاريف عائلتك، وظروفك، وأحلامك وأمنياتك مجتمعة ( بيت، سيارة، زوجة ثانية، وربما ثالثة .. الخ)!. الإنسان بطبعه (غير قنوع)، خصوصاً إذا كان لا يجيد التصرُّف أو جدولة حياته وفق إمكاناته المادية المتاحة، أبو 7 آلاف يريد عشرة، وأبو عشرة يقول 15 ألفاً.. الكل يأمل أن يكون الملبغ أكبر من المتوقّع، لكن أسلوب توقُّع الراتب قبل توقيع عقد الوظيفة، أو طلب (زيادة في المرتب)، طريقة إدارية تعمل بها الكثير من الشركات المحترمة، لوضع نوع من القناعة لدى الموظف قبل تعيينه، ولغياب استراتيجيه موحّدة وواضحة للمرتبات في القطاع الخاص، والتي يخضع فيها الأمر إلى مدى تحمُّل ميزانية الشركة للرقم، وقناعة المدير المباشر؟! والبعض يعمل بها أيضاً ليفرّق بين ثقة الموظف المتقدم للعمل، وبين طمعه وجشعه عند طلب مرتب عالٍ!. وقد تكون أسلوباً آخر لتقنُّص الفرص وتصيُّدها، للتوقيع مع موظف جديد براتب أقل من المرصود، المسألة تعتمد على ( الحظوظ) وليست على المهارات والإمكانات، والدليل أنّ هناك أشخاصاً بالكاد يقرؤون ويكتبون ورواتبهم تعادل راتب (طبيب استشاري) أحمرّت عيناه من قراءة الكتب، منهم لاعبي كرة القدم، والفنانين، ووسطاء العقار .. وآخرين !. الفرق في القناعة، وحسن التدبير!. آخر (سلّم رواتب) تم الكشف عنه ليثبت هذه النظرية هو راتب ( المتسوِّل، والمحرّج)، باعتبار أنّ ما يقومان به (مهنة) أيضاً يتقاضيان عليها دخلاً شبه ثابت!. فعلى ذمة إحدى الصحف دخل المتسوِّل شهرياً في السعودية يبلغ (60 ألف ريال)، بينما دخل (دلاّل التُّمور) في بريدة يصل إلى (20 ألف ريال) في الدقيقة الواحدة!!. الله كريم!. وعلى دروب الخير نلتقي. fahd.jleid@mbc.net fj.sa@hotmail.com