×
محافظة مكة المكرمة

أمير مكة: لقب «عاصمة المصائف العربية» يعكس الرمزية التاريخية للطائف

صورة الخبر

جماعة (بوكو حرام) التي يتزعمها أبو بكر شيكو في نيجيريا، تنتسب إلى الإسلام، وتدعي انتماءها إلى أهل السنة والجماعة، وتفاخر بأنها تسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في كل أنحاء نيجيريا، لكنها منذ أن ظهرت وإلى اليوم وهي لم تتوقف عن ممارسة الجريمة، كما لو أن ارتكاب الجرائم بالنسبة لها مرادف لتطبيق الشريعة الإسلامية!!. من أحدث ما ابتكرته تلك الجماعة من جرائم، خطف النساء تحت اسم السبي!! فخلال الشهر الماضي قامت جماعة بوكو حرام بخطف ما يقارب ثلاثمائة طالبة في المرحلة الثانوية بحجة أنهن سبايا، ويحق التصرف فيهن. إما بالتسري باعتبار أنهن ملك يمين، أو بالبيع أو بالزواج! جرائم الاعتداء على الحريات والأعراض لا تقل في بشاعتها عن جرائم التفجيرات والقتل وسفك الدماء، وكان المتوقع أن تكون هناك وقفة صلبة لصد تلك الجماعة التي تريد أن تعود بالعالم إلى البدائية والهمجية حين كان القوي يأكل الضعيف. إلا أن ردود الفعل تجاه هذه الفعلة الشنعاء بقيت مقتصرة على الإنكار وتجريم الفاعلين، وفي أفضل الحالات إبداء الاستعداد للمشاركة مع الحكومة النيجيرية في البحث عن المخطوفات، وتحريرهن من قبضة الخاطفين، كما فعلت بعض الدول مثل: الصين، وبريطانيا، وفرنسا، وأمريكا. هذا الموقف المتراخي الذي يقفه العالم في مواجهة تلك الجماعة إضافة إلى ضعف الحكومة النيجيرية، وعجزها عن فرض وجودها، ودفع الصائل، وحفظ الأمن، أدى إلى استمراء تلك الجماعة الإجرامية لعملها الشيطاني واستمرارها فيه، حيث ما زالت غارات (السبي) تتكرر من حين لآخر، وكان أحدثها خطف إحدى عشرة فتاة يوم الأربعاء الماضي!! إن أكثر ما يقلقنا هنا هو أن هذه الجماعة المجرمة، تمارس جرائمها باسم الإسلام، فهي تدعي أنها تطبق الشريعة الإسلامية، وأنها تنفذ تعاليم الدين الذي تقول عنه إنه يبيح سبي الكافرات، أي أنها تقدم الإسلام للعالم في أبشع وأقبح صورة، ومن ثم فإنه لا غرابة إن كره غير المسلمين الإسلام، ورأوا فيه وفي اتباعه همجية وظلما وبعدا عن الحق !! ما يلفت النظر أن الدول التي تدخلت للبحث عن المخطوفات ومساعدة الحكومة النجيرية في مواجهة المجرمين، كلها من الدول غير الإسلامية، فأين المسلمون؟ ولم تبادر دول ومنظمات غير إسلامية إلى الدفاع عن الحريات وحقوق البشر، بينما يبقى المسلمون في موقف بارد متخاذل رغم أنهم يرون دينهم العظيم يذبح، وتنتهك حرمته، ويقدم للعالم في أزرى صورة وأقبحها!! إن الواجب يحتم على الدول الإسلامية أن تتدخل تدخلا عمليا سريعا للقضاء على تلك الجماعة، فما تقوم به من جرائم ليس مجرد اعتداء على النساء، ولا على الحريات والأعراض وإنما هو قبل كل شيء اعتداء على الدين نفسه، وإن لم تتخذ الدول الإسلامية موقفا صارما صريحا تجاه ردع هذه الجماعة الباغية حماية للدين ودفاعا عنه، متى إذن يكون لها مثل ذلك الموقف!!