×
محافظة المنطقة الشرقية

التيسان مدرباً لمنتخب الأولمبياد الخاص

صورة الخبر

لا شعوريا عدت إلى مقال كتبته هنا بتاريخ 20/6/1433، عنوانه "خاص جدا.. ولكن للنشر"؛ المناسبة واحدة والأشخاص مختلفون.. أكتب المقال بعد أن عدت من توصيل ابنتي خديجة لحفل تخرجها وزميلاتها ـ بناتي ـ .. تركتها هناك مع والدتها منى، وجدتيها سلمى وبريهان، وخالتها بتول وبناتها، وشقيقتها البتول، ومجموعة أتت مشكورة لمشاركتها من داخل المملكة وخارجها.. تركتها وأنا سعيد وحزين في آنٍ معا؛ سعيد بمرحلة جميلة انقضت من مسيرة (خديجتي)، وحزين أن الأب (هنا) ممنوع من أن يشارك حبيبته في محبوبتيهما. لا أريد أن أطيل الكلام في هذه الجزئية من المشاعر الخاصة، لأنتقل إلى جزئية أخرى منها، متمنيا من قرائي الكرام العودة كلما لزم الأمر إلى العنوان.. خديجة: الأحرف لا تكاد تكفيني للمباركة لك بانقضاء هذه المرحلة من حياتك المديدة بحول الله، وهي بنفس المستوى لا تسع مشاعر أي أخ من آباء زميلاتك المصونات، نسأل الله أن يحميكن جميعا. ولأنك تحبين الأمثلة، والحجازية منها أكثر ـ أذكر لك مقولة شهيرة لواحدة من أفخر نساء العصور العربية الزاهية، واسمها العجفاء بنت علقمة، قالت ذات ليلة "كل فتاة بأبيها معجبة"، وغدت مقولتها هذه مثلا بين الناس من ذلك الزمن حتى اليوم ـ ولذلك قصة لطيفة تجدينها في كتاب (مجمع الأمثال) للنيسابوري ـ وأنا أقول بعد الاستئذان من السيدة عجفاء: "كل أب بفتاته معجب"؛ وبصراحة حاولت أن أجمع لك هنا ما يعجبني ووالدتك وشقيقك الأكبر محمد فوجدناه كثيرا، ومنه وللاختصار قوة شخصيتك، واعتمادك على نفسك، وتضحيتك لأجلنا وغيرنا، وأن قاموسك لا يضم كلمة (مشكلة)، ولا ننسى اعتزازك وفخرك بالمحيط الذي تنتمين إليه؛ ومما نوصيك به لإتمام ما نحبه بذل الجهد أكثر في تقبل آراء الآخرين، والتخفيف من الإصرار (السلبي)، وهي نصائح وإن بدت خاصة، إلا أنها صالحة لمن يعز عليك من زميلاتك اللاتي أعرف أكثرهن، وأعرف تربية أسرهن الرائعة.. (خديجتي) أنت صاحبة فضل علي، ولا تعجبي من بوحي، فحبيبك -صلى الله عليه وسلم- بشرني بقوله: "من عال جاريتين حتى يبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين، وضم بين أصابعه"، وفي رواية: "دخلت أنا وهو الجنة كهاتين"، وأشار بإصبعيه الشريفتين، ويقول سيدك جابر بن عبدالله -رضي الله عنهما- في تتمة حديث مشابه: "رأى بعض القوم أن لو قال: وواحدة، لقال عليه الصلاة والسلام: وواحدة"، ويقول الإمام ابن حجر في كتابه (فتح الباري): الثواب المذكور يحصل لمن أحسن لواحدة. خديجة: لا تلتفتي ـ وزميلاتك ـ إلى ناقصي العقل الذين يدعون أن دينك العظيم ينتقص من قدر الإناث، فقدوتك سيدتك خديجة الكبرى، وبنتها الزهراء، وسواهن من الجليلات لو كانت واحدة منهن بيننا لتمكنت ـ واعتذر من الكاتب الشهير برناد شو ـ من حل مشكلات العالم وهي تحتسي فنجانا من القهوة التركية التي أحبها من يديك.. خديجة: لا تكترثي بالمشككين في العلاقة الطاهرة بين الأب وبنته، وأن الأب ممنوع من أن يجلس مع ابنته دون أمها أو إخوانها.. خديجة ـ أخيرا وليس آخرا ـ لا تهتمي كثيرا بعدم مشاركتك الحفل؛ فهذا يعود إلى أن بعض العقليات لدينا لم تستوعب أن الأب له ما للأم، وأن مشاركته ممكنة، و(ضوابط شريعتنا) قادرة على إتاحة هذه الفرصة له.. أحبك خديجتي.