×
محافظة المنطقة الشرقية

على وجه التحديد الرياضيات والعلوم .. حجر الزاوية

صورة الخبر

قبل فترة تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي فيديو وثائقيا يصور ماذا يحدث للأكواب الزجاجية المخصصة للشرب والموضوعة في الفنادق. فأول مشكلة أن هذه الأكواب كثيرا ما توضع في التواليت أكرمكم الله، وهذه بحد ذاتها مشكلة. فوجود الكوب في هذا المكان خطأ صحي جسيم، يعرضه لبكتيريات وجراثيم لا نهائية تتطاير كل مرة يسحب فيها السيفون الذي يحوي جراثيم الكثير ممن شغلوا الحجرة نفسها نظرا لوسائل التنظيف المتبعة عادة في الأماكن التجارية التي لا تنظف وتعقم بعمق كاف لقتل البكتيريات المسببة للأمراض. وثبت بالتجارب العلمية أن الجراثيم في التواليت تتطاير عند سحب السيفون لمسافة تصل إلى ثمانية أقدام في الهواء، وهناك احتمال أن تنتقل بكتيريات خطيرة مثل الإي كولي بهذه الطريقة. وحتى لو أغلق الشخص الغطاء قبل شد السيفون فلن يهرب من مسببات الأمراض التي تنقلها هذه الأكواب. فقد أثبت استخدام الكاميرات الخفية لتصوير كيف ينظف التواليت، أن هذه الأكواب لا تغادر التواليت أبدا. أي أنها لا ترسل للتنظيف في غسالات الأواني لتتعقم بالحرارة العالية والمنظفات الفتاكة في مطابخ الفنادق ثم تعاد إلى الحجرات، بل إنها تترك في الحمام طوال الوقت، وتنظف إما بالمياه من صنبور الحمام بإسفنجة الله عليم بماذا مرت من هوائل، أو بمنظفات الزجاج التي تعتبر غير صالح، للاستهلاك الآدمي وضارة جدا، بل وتجفف في كثير من الأحيان بالمناشف التي استخدمها الزبون لمسح وجهه أو أجزاء من جسده!. والطامة الكبرى هي أن أحد الفيديوهات يرينا كيف قامت إحدى العاملات في أحد الفنادق الأمريكية الشهيرة بغسل المرحاض أكرمكم الله وهي ترتدي قفازات مطاطية، وبنفس القفازات أخذت في غسل الأكواب التي سوف يشرب منها الزبون. ثم تناولت منشفة ملقاة وقامت بشم رائحتها! ثم مسحت بها الكوب. ولأغراض ديكورية فقد تأكدت من لمعان الكوب برفعه إلى الضوء ثم غطت الكوب بعدها بغطاء ورقي دائري يغطي أعلى الكوب الذي أصبح يلمع ولا يحدث بما رأى من أهوال. لا أستطيع أصدقائي وصف حالة الاشمئزاز التي أصبت بها بعد رؤية هذه المقاطع ورغم أن الفيديو يوصي بعدم استخدام الأكواب الزجاجية واستخدام الورقية أو البلاستيكية المغلفة فقط، إلا أنني شعرت أنني لن أستطيع حتى الشرب في تلك، لأنني سوف أذكر منظر عاملة التنظيف وهي تمسك كل شيء موضوع في الحجرة حتى لو كان كؤوسا مغلفة بقفازها الملوث. أمور مثل هذه تعلل كيف أن أساليب الحذر عند السفر للمناطق الموبوءه لاتؤتي بثمارها أحيانا، فحتى لو تفادينا الأكل في المطاعم المشبوهة والشرب من المياه غير المعبأة واستهلاك الثلج الذي يعلم الله من أين أتت مياهة، فإن الجراثيم والبكتيريات ومسببات الأمراض تنقل لنا الأمراض بسبب عدم اتباع الفنادق أو المطاعم لمعايير النظافة المطلوبة. وأذكر ذات مرة أن وسائل الإعلام قد نقلت قصصا مشابهة، كانت إحداها توصي بتجنب شرائح الليمون التي توضع في حافة كوب الكولا مثلا، فبالتصوير بالفيديو أخذت الشرائح تنتقل من كوب لكوب إن لم يأكلها الزبون. ويتناولها العاملون بالمطاعم بأيديهم بعد أن ينزعها أحد الزبائن من الكوب ليضعها على طبقه، فتعاد الشريحة لطبق كبير يحوي شرائح أخرى تستخدم للزبون الجديد وهكذا. وبما أن الشيء بالشيء يذكر، فقد رأيت بعيني ــ في أحد المولات بمدينة خليجية شهيرة بحداثتها وتطورها ــ أحد العمال يخرج من مطعم الوجبات السريعة الذي يعمل به مهرولا إلى الحمام بجواره، وهو يرتدي القفاز المطاطي الذي يتناول به الطعام المخصص للزبائن، وغاب فترة ليعود من الحمام مرتديا نفس القفاز! وبكل أريحية أكمل مناولة الزبائن للطعام. كانت معي صديقة لا تسكت على خطأ تراه، فأصرت على توبيخه ولكنه أجابها بإنجليزية مكسرة إنه لا يتحدث إلا الهندية. وحينما شكته إلى رئيسه، كان رد فعل الرئيس أن حك أنفه بيده، ثم ناول العامل قفازا جديدا ليلبسه.