اسطنبول، حمص أ ف ب، رويترز قصف سلاح الجو التابع لجيش بشار الأسد شاحنتي مساعدات إنسانية دخلتا من تركيا إلى شمال سوريا. وأفادت منظمة إنسانية تركية غير حكومية أمس الجمعة بمقتل شخص وجرح اثنين أمس الأول قرب حلب في شمال سوريا عندما أصيبت شاحنتان تنقلان مساعدات أرسلتها المنظمة أثناء غارة جوية شنتها قوات النظام السوري. وأعلنت «منظمة المساعدة الإنسانية»، وهي جمعية قريبة من الحكومة في تركيا، أن سورياً قُتِلَ وأصيب اثنان آخران في الهجوم. وأصيبت الشاحنتان اللتان تنقلان الطحين وأغطية خلال غارة جوية شنها سلاح الجو السوري على حي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة. وتتعرض أحياء في حلب يسيطر عليها مقاتلو المعارضة السورية لغارات جوية مكثفة منذ منتصف ديسمبر الماضي. وتستضيف تركيا قرابة مليون لاجىء سوري إضافة إلى مقاتلين من المعارضة وعسكريين انشقوا عن الجيش النظامي. في سياقٍ آخر، دخل جيش النظام السوري أمس للمرة الأولى حمص القديمة التي أعلن محافظ المدينة خروج آخر مقاتلي المعارضة منها بموجب اتفاق بين النظام والمسلحين. وقال المحافظ طلال البرازي إن «فرق الهندسة وإزالة المتفجرات دخلوا إلى الحي القديم في المدينة الواقعة وسط سوريا وبدأت أعمال تمشيط وتفكيك للقنابل». وأضاف المحافظ أن 1630 شخصاً على الأقل معظمهم من مسلحي المعارضة غادروا حمص القديمة منذ الأربعاء في إطار الاتفاق غير المسبوق بين الطرفين، لأنه أول انسحاب لمسلحين من مدينة كبرى منذ بدء النزاع. وبعد تنفيذ الاتفاق وخروج مسلحي المعارضة، مشى رجال ونساء وأطفال، بدا بعضهم مصدوماً، بين الركام في حمص للبحث عن حطام منازلهم. وأكدت وفاء المقيمة في حي الحميدية ذي الغالبية المسيحية «كل شيء يخصنا دُمِّر.. ذهبت إلى منزل حموي وجدته مدمراً أيضا، لم يسلم إلا عدد من الأغراض». وقالت جاكلين فواز البالغة 30 عاماً «شاهدت على موقع فيسبوك أن منزلي دُمِّر، لكنني لم أستطع تصديق ذلك.. أردت أن أشاهده بأم العين». وأكدت سيدة أخرى في الـ 45 من العمر رفضت الكشف عن هويتها إلى جانب زوجها «جئت لتفقد منزلي لكنني لم أجده». وشاهدت مصادر صحفية في الحميدية واجهات المتاجر المحطمة ونوافذ وجدران المتاجر التي ملأتها آثار الرصاص وأكواما هائلة من الركام في إحدى الساحات. وعلى الأرصفة بدت دبابتان محترقتان وقطع معادن صدئة ولافتات تالفة. وخضعت مدينة حمص لأطول فترة حصار ترافقت مع غارات جوية مكثفة، في تكتيك استعان به النظام لتركيع مقاتلي المعارضة. في الإطار نفسه، قال مسؤولون يعملون مع النظام السوري إن الجيش النظامي يحتجز في حمص نحو 270 من مقاتلي المعارضة السورية كانوا حصلوا على إذن بالخروج الآمن بموجب اتفاق مع قوات بشار الأسد، واتهم المسؤولون المسلحين في أماكن أخرى بالتقاعس عن تنفيذ ما يخصهم في الاتفاق. وذكر المسؤولون، الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم، أن مقاتلي المعارضة الباقين البالغ عددم 270 فرداً سيُسمَح لهم بمغادرة حمص عندما تصل المساعدات إلى نبل والزهراء.