انتهى قبل أيام شهر رمضان الكريم، أعاده الله علينا وعليكم بكل خير، هذا الشهر الذي انقضت أيامه ونحن نتابع الأزمة الخليجية متطلعين إلى نجاح مساعي صاحب السمو أمير البلاد في المصالحة الخليجية بعد أن تأزمت الأمور بين الدول المتخاصمة، فتعدى الخصام الحكومات ليدخل بين الشعوب، رغم أنه لا ناقة لها فيه ولا جمل.انقضى الشهر الفضيل وأتانا العيد وهناك ما يقارب الـ 700 من الملاحقين في قضايا الرأي والتجمعات بين محبوسين وآخرين ينتظرون محاكمتهم وآخرين يأملون عودة صفة المواطنة التي سلبت منهم سياسياً. جاءنا العيد وأزمتنا السياسية الداخلية لا تزال مستمرة.كنت في حيرة حول ما سأكتب عنه هذا الأسبوع؛ فهل أكتب عن مشاكل القطاع الصحي أم النفطي أو أكتب عن قضية الطائرات التي اشترتها الخطوط الجوية الكويتية ثم باعتها واستأجرتها مرة أخرى... أم أكتب عن عشرات آلاف الكويتيين «البدون» ومعاناتهم؟ أم عن المئة ألف أسرة كويتية التي تقف منذ سنوات في الطابور الطويل للحصول على سكنها الخاص في ظل الارتفاع الفاحش لسعر العقار؟ أم تراني سأكتب عن آلاف الطلبة الذين انهوا تعليمهم الثانوي وليس من الواضح ما إذا كانوا سيحصلون على مقعد في التعليم الجامعي أو التطبيقي؟... أم أكتب عن تقصير القطاع الخاص في توفير فرص عمل حقيقية للشباب الكويتي؟... أم عن استشراء النعرات الطائفية والقبلية في الحركة الطلابية؟... أم عن محاولات خصخصة الجمعيات التعاونية؟... أم عن ذكرى يوم استقلال الكويت التي مرّت في 19 يونيو من دون أن ينتبه إليها أحد؟... أم أكتب عن معاناتنا من المظاهر البائسة للمجتمع الاستهلاكي وقيمه السلبية؟... لكنه العيد، فلم أشأ أن أكتب مقالاً سياسياً طويلاً بل ربما تكون الخاطرة القصيرة هي الأنسب.فالعيد يأتينا كل عام ويمضي فنفرح فيه ونتبادل التهاني ونلتقي الأهل والأصدقاء، ولكن تبقى فرحتنا منقوصة بسبب انتشار الطائفية والعنصرية التي تغلغلت في المجتمع، وجراء تفشي الفساد وتعطل التنمية، وتقلص هامش الحريات والتراجع الملحوظ والمؤسف على المستويات كافة.العيد الذي ننتظر هو اليوم الذي تستكمل فيه الديموقراطية وتُصلح فيه حال المنظومة السياسية، وعندما لا يبقى للمتكسبين على وتر الطائفية والعنصرية مكان، عيدنا سيكون يوم نحد من الفساد ونتجاوز سوء الإدارة فتعود عجلة التنمية للسير على طريق الإنجاز مرة أخرى.ذلك العيد الذي ينتظره الجميع سيأتي حتماً، فهناك رجال ونساء مخلصون، همهم رفعة هذا الوطن، وهناك شباب طموح لا يقبل بتردي الأوضاع بل يعمل من أجل الإصلاح والتغيير، نعم سيأتي ذلك العيد عاجلاً أم آجلاً فليس هناك ما يدوم غير الحركة والتغيير، وهذه سنّة الحياة، ومهما طال الليل فستشرق الشمس لتبدد ظلامه.dr.hamad.alansari@gmail.comtwitter: @h_alansari