كي تنجح تحتاج إلى تخطيط مجد يوصلك للهدف بأقصر وأفضل الطرق، فهو الوظيفة الإدارية الأولى، والتخطيط له مراحل، أولاها وضع الاستراتيجيات للوصول، بعدها يأتي التخطيط التكتيكي ــ والمقصود به تنفيذ الخطط الموضوعة في الاستراتيجيات، أما آخر المراحل فهي التخطيط التنفيذي، وفيه يتم وضع عدة خطط تتكرر أو يكتفى بها لمرة واحدة من أجل إنجاز الهدف. أكتب ذلك محاكياً واقع الفرق السعودية في البطولة الآسيوية في المنجزات التي تحققت في فترات سابقة باتت حلماً صعباً، بالرغم من التفوق الحاصل الآن في الأدوار التمهيدية على فرق غرب آسيا، فالتخطيط الذي تم وضعه لتجاوز مأزق صعوبة وشراسة فرق الشرق حل غير مجد ولا يقدم سوى وضع الغشاوة عن فشل التخطيط في مرحلته الأولى، فالاستراتيجيات غير موجودة ولا تقدم ما يفيد سوى تأجيل المواجهة للأدوار النهائية، وقبل أن نوجه اللوم للفرق ومندوبيها الذين نجحوا في تحقيق هذا الهدف المؤقت، لا بد أن نسأل: متى يكون التطوير والتنظيم الرياضي همّا وطنياً يخدم الشريحة الأكبر من المجتمع، ويقدم وقتاً ممتعاً يحتوي الكثير منهم، في مؤسسات محترفة تملك قرار التطوير والبناء والاستثمار من خلال شركات تملك هذه الفرق، تضخ فيها ميزانية تدعم النشاط الرياضي بشكل منظم في رؤية واضحة وطريقة مثلى، فخزائن الأندية لا تفي بمتطلبات السباق والسعي مع فرق تملكها مؤسسات قائمة يديرها مديرون تنفيذيون يقدمون عملاً احترافيا بكل تفاصيله يحاكي ما هو موجود في الجانب الأوروبي دقة ورقياً في فكر وقوة مالية، تجعل المغامرة الإدارية تحسب حساب التسويق والاستثمار والعائد الجماهيري من خلال جلب النجوم الكبار. رياضتنا تسير باحتراف أعرج، فهو في جانب منظم ويريد محاكاة أنظمة "فيفا"، بينما من يديره هواة في أغلبهم يعملون في وظائف حكومية وغير متفرغين، متى أراد الغرب أن يجاري إبداع وتفوق الشرق، فلا بد من أن يبدأوا من حيث انتهوا، وتسريع عجلة التخصيص المتعثرة، فأي خطط غير هذا لا تجدي، فمع تزايد التنافس بين فرقنا محلياً أصبح الضخ المالي والعقود المترتبة على خزائنها باهظة جداً مما يعجل بانهيارها وحدوث اضطراب وارتباك كبير في الحركة الرياضية، ومتى حدث هذا فالمتنفس الكبير الذي يستقطب الشباب سيغلق ومن ثم إلى أين يتجهون بعد ذلك في ظل شح الفعاليات والمرافق التي تخدمهم، بل لا نبالغ حين نقول إنها تنعدم في أوقات وفي بعض المدن والمناطق.