تسهم العادات في تشكيل السلوك، وتتحول حالات الهدر إلى خلق دون شعور أو إدراك لفداحة ما نقدم عليه، ومع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة يبالغ بعضنا في استهلاك الكهرباء حد البذخ، ما يؤثر حتما على المولدات والمحولات وينتج عنه انقطاع التيار لتتصاعد شكوانا من شركة الكهرباء التي هي في الأصل شركة خدمية تتطلع إلى الربحية، إلا أن مسؤوليها ينادون بصوت مسموع بترشيد استعمال هذه النعمة، فبعضنا على الرغم أن حاجته لأجهزة التبريد محدودة، إلا أنه يتعمد تشغيل ما يفيض عن الحاجة من مبردات وملطفات الجو، وكل هذه الأنانية مدعاة للإضرار بالآخرين وإلحاق الأذى بالبيئة بأكملها. من هنا نضم صوتنا إلى صوت الوعي المسؤول منادين باحترام نعمة الكهرباء وترشيد استعمالها إذ بالشكر تدوم النعم. ومن المؤلم أن ثقافة الإسراف تفشت في غالبية مناحي الحياة، دون إحساس بفداحة ما نصنعه، فبات من المألوف رؤية أوعية الطعام الضخمة تتوجه إلى حاويات النفايات بانتهاء حفلات الأعراس، دون اكتراث بتداعيات هذه المشكلة، التي لن تصلحها جمعيات حفظ النعمة التي بدأت تنتشر في مدن المملكة، بدعوى الكرم، لذا يجب تكثيف التوعية، في المجتمع، لتقنين شؤون حياتنا كافة، بدءا من التيار الكهربائي الذي يهدر دون وجه حق، مرورا بالطعام في حفلات الأعراس، حتى تدوم النعم، ولا يأتي يوم نتحسر فيه على أفعال ارتكبناها دون حساب لعواقب الأمور.