لا تزال الإنترنت تلعب دور البطولة في الشارع السياسي، منذ اندلاع «ثورة يناير» التي أضرمتها صفحة «كلنا خالد سعيد» على «فايسبوك». وعلى رغم اعتياد الناس النزول إلى الشوارع والميادين لإعلان مواقفهم السياسية، إلا أن «فايسبوك» لم يفقد دوره، بل زادت فاعليته في صناعة رأي عام عن أحوال مصر السياسية. لم يكن مصطلح «الهاشتاغ» معروفاً بشكل واسع من قِبَل الشباب المصري، إلا أنه راج في الآونة الأخيرة، بل بات أقوى وسيلة للدعاية الانتخابية الرئاسية. الرمز # أوّلاً يعتبر الـ «هاشتاغ» أمراً جديداً بالنسبة إلى بعض مستخدمي «فايسبوك»، إلا أنه معروف تماماً لدى مستخدمي «تويتر»، بل في معظم مواقع شبكات التواصل الاجتماعي. ويتيح الـ «هاشتاغ» طُرُقاً جديدة للتواصل والاطلاع على التحديثات التي تهمّ مستخدم الشبكات الاجتماعية. ويتألف من كلمة مسبوقة بالرمز#. وتتمثّل مهمته في تصنيف المنشورات ومتابعة التصنيفات الفرعية المتّصلة بموضوع رئيسي معين. ويعتبر طريقة فعّالة للترويج لصفحة ما على «فايسبوك»، والتوسّع في التواصل مع مستخدمي «فايسبوك». وكذلك يشكّل طريقة بسيطة للتواصل بين أشخاص يتشاركون الاهتمام بموضوع معين. بدأت قصة الـ «هاشتاغ» في مصر منذ أن أعلن المشير عبد الفتاح السيسي ترشحه لرئاسة الجمهورية، فما كان من تنظيم «الإخوان المسلمين» وجماعتهم الإرهابية، إلا أن شنّوا حملة إلكترونية شعواء ضد السيسي. واستخدم هؤلاء شبكة «فايسبوك». ثم لجأوا إلى الـ «هاشتاغ» الذي تسهل مشاركته على صفحات «فايسبوك»، كي ينشروا ادعاءاتهم المضادة للسيسي. ولوحظ أن «هاشتاغ» تلك الجماعة يحمل سمة أساسية تتمثّل في لغة الإسفاف والشتائم الفجّة. وجاء رد الفعل الإلكتروني سريعاً، بالأدوات نفسها. إذ دشن مؤيدو السيسي «هاشتاغات» مؤيدة له ومعبرة عن موقفهم السياسي، على غرار «# انتخبوا البطل»، و»# انتخبوا السيسي». ولا تزال حرب الـ «هاشتاغ» مشتعلة. ولا تزال الصفحات الإلكترونيّة المؤيدة للسيسي تتزايد. وظن بعض المصريين ممن لا يعرفون كثيراً عن «فايسبوك» أن كلمة «هاشتاغ» شتيمة، لأنها سُمِعَت وقُرِأت مقترنة بسباب عن السيسي حمل أفظع الألفاظ. وسرعان ما اكتشف معظم المصريين حقيقة هذا التطبيق الإلكتروني، بل استخدموه للحشد تأييداً للسيسي، داخل مصر وخارجها. وأنشأ نشطاء «هاشتاغ» يستهدف الخارج، كما يوثّق الأفعال الإجرامية لـ «الإخوان المسلمين» كحرق المنشآت ودور العبادة، وقتل العُزّل. وجرى تدعيم ذلك الـ «هاشتاغ» بالصور وأشرطة الفيديو. وحمل اسم «MB#». ويختصر الحرفان اسم تنظيم «الإخوان المسلمين» بالإنكليزية Muslim Brotherhood. وتجري إضافة دولة إلى جانب الكلمة للوصول إلى الجمهور المستهدف بالـ «هاشتاغ» كـ MB-Europe# الذي استهدف أوروبا. ونجح الشباب المصري في ما قصّرت فيه وزارة الخارجية المصرية، بمعنى توضيح الصورة الداخلية عن «ثورة 30 يونيو»، والتمسك بالسيسي مرشحاً للرئاسة، بينما كان «الإخوان المسلمين» مبادرين إلى استخدام التكنولوجيا الرقميّة لتصدير فكرة الانقلاب العسكري. وتتضمّن الـ «هاشتاغات» التي نشرها نشطاء وطنيون، الكثير من الشعارات الانتخابية التي تصلح للانتشار في الشارع الانتخابي. وكما تتلاءم تلك الكتابات مع عدد من استطلاعات الرأي حول وصف السيسي زعيماً أو بطلاً أو قائداً، إضافة إلى تضمّنها انتقادات ساخرة للبرامج الإعلامية المعارضة للسيسي مثل برنامج باسم يوسف.