×
محافظة المنطقة الشرقية

STC تطلق 10 ميجا بـ10 ريالات أسبوعيا

صورة الخبر

النسخة: الورقية - دولي يوم أوروبا، ذكرى إعلان شومان، مناسبة رائعة للاحتفال بالطريقة التي ساهم فيها الاتحاد الأوروبي في تجاوز الخلافات القديمة لبناء مستقبل مشترك. ففي 9 أيار (مايو) 1950، دعا روبرت شومان إلى توحيد أوروبا لتعميم السلام والازدهار في القارة وحول العالم. سواء في القاهرة أو في كييف، تتوق الشعوب إلى القيم عينها، أي الحقوق والحريات الشخصية، والحكم الديموقراطي، وحكم القانون والعيش اللائق. وتظهر الأحداث الأخيرة في أوكرانيا أنه لا يمكننا اعتبار هذه القيم أمراً مسلماً به، إذ نلاحظ حول العالم اليوم أنّ الديموقراطية عمل يتطور باستمرار، ونحن نتشاطر مسؤولية صونها ودعمها. كما أنّنا سنقف إلى جانب من يناضلون من أجلها. وكما سبق وقلت في العديد من المحافل في لبنان، بات الاتحاد الأوروبي لاعباً عالمياً فعلياً قادراً على دعم قيمنا ومصالحنا حول العالم. لقد جعلنا من حقوق الإنسان محرك السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، ودعمنا التحولات الديموقراطية حول العالم، وساهمنا في تطوير المؤسسات الديموقراطية، وساعدنا الأقليات المضطهدة والمجموعات الاجتماعية والصحافيين والمنظمات غير الحكومية على إسماع صوتها. ويؤدي الاتحاد الأوروبي أيضاً دوراً مهماً في جمع الشركاء حول العالم لتحقيق السلام الدائم والاستقرار. وتقود ممثلتنا العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كاثرين آشتون المحادثات بين مجموعة الاتحاد الأوروبي 3+3 (ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والصين وروسيا) مع إيران. وقد أدّت المحادثات إلى اتفاق موقت على برنامج إيران النووي في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ما يشكل خطوة أساسية نحو اتفاق شامل يجعل العالم مكاناً أكثر سلامة وأماناً. وفي القرن الإفريقي، وبفضل الجمع بين الحوار السياسي مع حكومة الصومال، وعمل مهمة أتلانتا البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي، والمساعدة التنموية والإنسانية المركزة، تراجعت القرصنة بنسبة 95 في المئة. واليوم، يذهب الشبان الذين كانوا يشغّلون سفن القرصنة إلى المدرسة ويتعلمون المهارات التي ستساعدهم على قيادة بلدهم نحو مستقبل أكثر ازدهاراً. تعتبر سنة 2014 عاماً مميزاً للاتحاد الأوروبي. فقبل عشرة أعوام، انضمت عشر دول إلى اتحادنا. وقد شكل توسع عام 2004 تطوراً تاريخياً لتجاوز عقود من الانقسام في قارتنا. ومنذ ذلك الحين، انضمت ثلاث دول أخرى، ما يؤكد قدرة الاستقطاب المستمرة لفكرة بناء علاقات أوثق مع الاتحاد الأوروبي. وفي لبنان، هناك 24 دولة لها سفراء معتمدون، وسوف يرتفع هذا العدد إلى 25 قريباً. كما أنّ هذه السنة مميزة بالنسبة إلى المواطنين الأوروبيين. فبين 22 أيار الجاري و25 منه، سوف يتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع للتصويت في الانتخابات البرلمانية الأوروبية. وهذا يعني أنه سيكون للمواطنين رأي واضح في من يجب أن يمثلهم وما يجب أن تكونه أولويات الاتحاد الأوروبي للسنوات الخمس المقبلة. الاتحاد الأوروبي هو الشريك الرئيسي للبنان وأكبر جهة مانحة للمساعدات التنموية والإنسانية له. ونحن نولي اهتماماً كبيراً لشراكتنا مع لبنان وشعبه، وسوف نستمر في دعم الأمن للجميع، والمؤسسات الديموقراطية القوية، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة. وقد ارتفع دعمنا للبنان بشكل ملحوظ خلال الأعوام القليلة الماضية لمساعدة البلاد وشعبها على التكيّف مع وقع الأزمة السورية. وإننا على ثقة من أنه بفضل جهودنا المشتركة، سوف تبقى وحدة هذا البلد الجميل واستقراره مصانين. قبل 64 عاماً، اتخذ روبرت شومان خطوة حاسمة للوصول إلى الاتحاد الأوروبي الذي نعرفه اليوم. ويمثل يوم أوروبا فرصة لنا جميعاً لإحياء ذكرى إنجازات ماضية، وكذلك للتطلع إلى الطريقة التي يمكننا بها بناء مستقبلنا الأوروبي معاً ودعم السلام والازدهار في الداخل والعالم. * رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان