×
محافظة المنطقة الشرقية

معارك «النصرة» و«داعش» تحتدم في دير الزور وتهجر أكثر من مائة ألف شخص

صورة الخبر

مقالة الدكتور عبد المنعم سعيد، يوم الأربعاء الماضي، كانت كثيفة كالمعتاد. ألتمس العذر بشيء من الاعتراض المبدئي. يبني الدكتور سعيد بحثه استنادا إلى مقال نشره الرئيس التشيكي الأسبق فاتسلاف كلاوس في مجلة «فورين أفيرز»، حيث يخرج كلاوس بخلاصات من نوع أن أوكرانيا لم تكن دولة في أي وقت إلا منذ 25 عاما، وهي فترة قصيرة لا تؤهلها لشيء. المعروف أن الدكتور سعيد كان رئيس مركز المعلومات في «الأهرام». ولعله من هناك كان يعرف أن فاتسلاف كلاوس ليس أهلا لأن ينقل عنه شيء، سواء أصبح رئيسا في تشيكيا، أو نشرت له هذه «الأفكار» مجلة «فورين أفيرز»، مراعاة لألقابه السابقة. عندما كان فاتسلاف هافيل رئيسا للجمهورية وهذا رئيسا للحكومة، كاد هافيل يطلب اللجوء النفسي في أقرب مصح. هذا، كلاوس، رجل من القرن السادس عشر. لذلك، ليس عجيبا أن يقول إن أوكرانيا لم تكن دولة، من دون أن يكلف نفسه أن يشرح لماذا. ومن دون أن يذكر كم مليونا فقدت في كفاحها من أجل أن تستقل عن الميسم الروسي، أيام القياصرة وفي زمن ستالين، وكم قد تخسر تحت قبضة بوتين. مثل الكلام الذي نقله الدكتور سعيد يجب التدقيق فيه أولا. والبحث في شخصية صاحبه الذي، على سبيل المثال، عارض التعاون الاقتصادي مع ألمانيا من أجل التعاون مع الروس. هذا العالم الاقتصادي لا يدرك أن حجم التبادل التجاري بين روسيا نفسها وبين ألمانيا هو 270 مليار في العام. أو في السنة. أو كل دزينة أشهر. أصيب فاتسلاف هافل بقرحة في الأمعاء وبمرض صدري من حواراته مع هذا المفكر. ونقطة أخرى في مقال الدكتور سعيد حول «انعكاسات تفكك يوغوسلافيا والاتحاد السوفياتي وإثيوبيا». الاتحاد السوفياتي على رأسي، دولة كبرى هز تفككها العالم. أما يوغوسلافيا فالحمد لله. كل دولة خرجت منها تعيش الآن في ازدهار وراحة بال وتقدم. وأما إثيوبيا، فأولا إنها لم تتفكك، بل نالت إريتريا استقلالها بعد عقود من الضم القسري. وما هي مضاعفات ذلك على العالم؟ لم نسمع أن أفريقيا اهتزت أو أن أوروبا فقدت أنهارها. مسكينة إثيوبيا، لم يسمع أحد بما حدث لها إلا السيد كلاوس الذي يوزع أفكاره الآن على المطبوعات التي يقرأها رجال النخبة. وهذا أمر مؤسف. أي أن تتبنى «فورين أفيرز» مثل هذه «الهيلمات» لمجرد أن صاحبها كان رئيسا. منغستو مريم كان رئيسا أيضا. ويعذرني الدكتور سعيد على هذا الموقف الشخصي. والدافع الوحيد هو احترامي لسعة مداركه ومعلوماته.