لم يمض على تحقيق الشؤون الإسلامية في المدينة المنورة مع عدد من منسوبيها جراء اشتراكهم في دورة خاصة للمقامات الصوتية، سوى عشرة أشهر لمعرفة دوافع مشاركتهم في الدورة التي نظمها فرع جمعية الثقافة والفنون بالمدينة، حتى التحق مؤذنون ومقرئون في دورة جديدة انتهت الأسبوع المنصرم بالرغم من إصرار الشؤون الإسلامية على منع منسوبيها من الالتحاق بتلك الدورات. في حين أعلن فرع جمعية الثقافة والفنون عزمه على تنظيم أكثر من دورة خاصة بالمقامات الصوتية تستهدف عددا من الراغبين في الالتحاق بها من منشدين ومؤذنين. ولم تخف الشؤون الإسلامية بالمدينة نيتها ملاحقة المشاركين في الدورة إذا تم التعرف عليهم، حيث أوضح مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بالمدينة الدكتور محمد الخطري إن الشؤون الإسلامية مازالت تمنع منسوبيها من الالتحاق بدورات المقامات الصوتية، وبين أن إدارته لم توافق على التحاق أحد بالدورة، مشيرا إلى أن عقاب الأشخاص والتحقيق معهم مرتبط بمعرفة الملتحقين بالدورة. إلى ذلك أكد مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالمدينة طريف هاشم أن الجمعية أطلقت دورة عن كيفية استخدام الصوت وتعلم المقامات الصوتية لتساعد القراء والمؤذنين والمنشدين في التمكن من الترتيل أو الإنشاد وأيضاً تقوية الصوت، وأوضح هاشم أن مدة الدورة خمس أيام ونظراً لكثرة الطلبات عليها رأت الجمعية ضرورة تنظيمها، ويقدمها أحد المختصين. وأضاف طريف: إن المقامات علم يدرس في الجامعات السعودية وله منهج خاص وقد سجل في الدورات الخمس السابقة عدد كبير، وهي دورة دون موسيقى، ونسعى لتكثيف الدورات في هذا الاتجاه بالفترة المقبلة بعد توافد عدد من المسجلين في الدورة، وتسعى الجمعية لاحضار متخصصين في هذا العلم. وكانت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، أبدت استياءها مطلع "يوليو" الماضي من مشاركة عدد من أئمة المساجد والمؤذنين في دورة للمقامات الصوتية، بفرع جمعية الثقافة والفنون بالمدينة المنورة، وفتحت تحقيقا للتأكد مما إذا كان المشاركون في الدورة من منسوبي مساجد المدينة. وتوعدت الوزارة باتخاذ إجراءات مناسبة ضد منسوبيها ممن ثبت مشاركتهم في الدورة. وأكدت أن الفرع سيتأكد من الصور المنشورة في بعض الصحف ومواقع التواصل، عن دورة يشارك فيها عدد من أئمة المساجد للمقامات الصوتية، نافية مشاركة أي من منسوبيها في الدورة التي لا تعلم عنها شيئا، كما قالت، مشددة على مراعاة الشرع في مثل هذه الأمور قبل المشاركة فيها، مؤكدة اتخاذ الإجراء المناسب مع المشاركين الذين يثبت مشاركتهم في هذه الدورة. في الوقت الذي أشار فيها فرع جمعية الثقافة والفنون بالمدينة المنورة إلى أن 26 متدربا أغلبهم من أئمة المساجد والمؤذنين، شاركوا في دورة تدريبية عن المقامات الصوتية، نظمها الفرع. يذكر أن الدورة، شملت تمارين تطبيقية للصوت، إضافة إلى دراسة الصوت وأنواعه، والدرجات ومعرفتها والطبقات الصوتية، وكيفية استخدام «السلم».