دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الحكومات وقادة الشركات والأعمال إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لمواجهة تداعيات تغير المناخ، مشيداً بجهود دولة الإمارات في المعركة ضد تغير المناخ، خصوصاً في مجال الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة. وقال في ختام أعمال الاجتماع الوزاري الرفيع حول تغير المناخ الذي استضافته أبوظبي على مدار يومين: «يعد الاجتماع خطوة مهمة في الطريق إلى صوغ توافق حول سُبل معالجة ظاهرة تغير المناخ». وقال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: «دولة الإمارات تؤمن بأهمية العمل الجماعي وبالمبادرات المتعددة الطرف، إذ لا تستطيع أي دولة بمفردها مواجهة تداعيات ظاهرة تغير المناخ». ولعبت وزارة الخارجية الإماراتية دوراً محورياً في العمل مع الأمم المتحدة لتنظيم هذا الاجتماع الذي شهد مشاركة أكثر من 1100 شخص، من بينهم أكثر من 100 وزير من مختلف أنحاء العالم، إضافة الى مسؤولين عن ملفات الطاقة وتغير المناخ. وأشاد كبار المشاركين في الاجتماع، بمن فيهم نائب الرئيس الأميركي السابق آل غور ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير ورئيس المكسيك السابق فيلبي كالديرون ومدير «معهد الأرض» في جامعة كولومبيا جيفري ساكس وغيرهم، بجهود الإمارات في التصدي لتحديات تغير المناخ، وأثنوا على تركيزها الصائب على مسار المشاريع والمبادرات العملية من جهة، ومسار السياسات والجهود الدولية ونشر الوعي من جهة أخرى. وأشاد بان في كلمة بالتقدم الذي أحزرته أبوظبي في كثير من القضايا المحورية. وقال: «أمضينا يومين من العمل الجاد والمثمر، وحان الوقت لأصحاب الرؤى لطرح أفكارهم والمضي قدماً بها، وأحض الجميع على رفع مستوى التطلع والطموح، إذ تقع على عاتق الحكومات مسؤولية اتخاذ قرارات حازمة وتولي زمام القيادة، ولكن أيضاً لدى رجال الأعمال وقادة القطاع المالي والمستهلكين دور حيوي يمكن أن يلعبوه في هذا الموضوع، إذ إن تغير المناخ قضية تمسنا جميعاً». وأضاف: «علينا أن نعمل معاً لدفع جميع القادة والزعماء السياسيين لوضع قضية تغير المناخ على رأس أولوياتهم على المستويين المحلي والعالمي، ولنقول لهم إن الحلول موجودة والوقت حان للمضي قدماً، فدعونا ننتهز هذه الفرص لنضع الحجر الأساس ونبني مستقبلاً أكثر ازدهاراً وأمناً لنا جميعاً، وأدعوكم إلى استلهام الدروس والتجارب من أبوظبي والاستمرار في التعاون وإطلاق المبادرات والمشاريع استعداداً لقمة المناخ في نيويورك في أيلول (سبتمبر) المقبل ومؤتمري الأطراف المقبلين في ليما وباريس». وقال وزير الدولة المبعوث الخاص لشؤون الطاقة وتغير المناخ الاماراتي سلطان أحمد الجابر: «هذا الاجتماع انطلاقة صحيحة ومبنية على أسس صلبة وسليمة، إذ أحرز تقدماً ملموساً وناجحاً وبرهنت خلاله أبوظبي عن دورها القيادي البارز والفريد في التصدي للقضايا والمشاكل الدولية بروحٍ إيجابية». وقال في كلمة خلال الجلسة الختامية: «أحرزنا تقدماً كبيراً خلال اليومين الماضيين، إن لجهة تعزيز الشراكات الهادفة إلى خفض الانبعاثات الكربونية، أو التشجيع على الاستثمار في التقنيات النظيفة ومساعدة الدول على التكيف مع تداعيات تغير المناخ». وأوضح أن «التعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة في تنظيم هذا الاجتماع في أبوظبي كان مثمراً، إذ ترسخت الجهود العالمية للتصدي لتداعيات تغير المناخ». وتطرق الاجتماع إلى تسع قضايا تحد من تداعيات تغير المناخ، منها كفاءة الطاقة واستخدام الأراضي والغابات والتمويل والطاقة المتجددة والزراعة والمرونة في التكيف، والنقل وقضية الملوثات المناخية القصيرة الأجل. الاقتصاد الخليجي