استضافت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ندوة (تنمية الوازع الديني كوسيلة لحماية النزاهة ومحاربة الفساد) التي نظمتها الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة» بالتعاون مع الجامعة في قاعة الشيخ عبدالعزيز التويجري بمبنى المؤتمرات، وبحضور نخبة من ذوي الاختصاص في مجال الشريعة والفقه الإسلامي. الشريف: إستراتيجية (نزاهة) جاءت لتؤسس منهجاً وطنياً فريداً لمكافحة الفساد في المملكة وافتتح فعاليات هذه الندوة رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد محمد بن عبدالله الشريف، الذي أوضح أن هذا اللقاء يأتي بهدف تنمية الوازع الديني كوسيلة لحماية النزاهة ومكافحة الفساد، والذي يتم تنظيمه بالتعاون بين الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وجامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية، التي تعودنا منها الترحيب والتجاوب لكل عمل يهدف إلى مكافحة الفساد المالي والإداري. وأوضح أن الدولة استشعاراً منها بوجود الفساد قامت بإصدار الإستراتجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد لتؤسس من خلالها منهجاً وطنياً فريداً لمكافحة الفساد في المملكة واعتبار ذلك مسؤولية وطنية لا تختص بها جهة أو فرد بل هي واجب المجتمع بمكوناته كافة وترتكز الإستراتجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد على الدين الإسلامي الحنيف باعتباره الركيزة الأساسية التي تحكمها في منطلقاتها وأهدافها ووسائلها، وأكد أن الاستراتيجية تتحقق بشكل أفضل لتعزيز التعاون بين الأجهزة المختصة في المملكة بشكل مستمر وبقيام المواطن بدوره في إنكار الفساد ونبذه والإبلاغ عنه وتربية أبنائه على التحلي بالقيم والأخلاق الفاضلة والأمانة والنزاهة وحماية الممتلكات والمرافق والأموال العامة. وتابع أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أصدر أمره الكريم بإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد انطلاقاً من قول الله تعالى (ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين) على هدي كريم من مقاصد شريعتنا المطهرة التي حاربت الفساد وأوجدت الضمانات وهيأت الأسباب لمحاصرته وتطهير المجتمع من أثره الخطير وتبعاته الوخيمة على الدولة في مؤسساتها وأفرادها ومستقبل أجيالها، وعلى الهيئة متابعة تنفيذ الاستراتيجية بما يكفل لها الاستقلال التام وضمان عدم التدخل في عملها وعهد لها باختصاصات أصيلة في حماية النزاهة وتعزيز مبدأ الشفافية ومكافحة الفساد المالي والإداري بشتى صوره ومظاهره وأساليبه ومتابعة تنفيذ خدمات المقدمة للمواطنين بمختلف أنواعها من صحية وبلدية وطرق ومياه ومرافق وغيرها والتأكد من وصولها إلي المواطنين بأفضل المستويات، مكرراً شكره لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على إفساح المجال لعقد هذه الندوة. من جانبه أوضح الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد المستشار بالديوان الملكي أن هذا الموضوع جدير بالاهتمام وجامعة الإمام لها مبادرتها ولها حضورها المبهج والكبير ليس على المستوى الأكاديمي وعلى المستوى العلمي ولكن على مستوى كل ما يتصف بالمجتمع ومرافق الدولة والمؤسسات العامة والخاصة وهذا بفضل الله عز وجل موضحاً أن جامعة الإمام من الصروح الشامخة التي نفخر بها في بلادنا وأيضا هذه الهيئة هيئة نشأت لحماية النزاهة ومكافحة الفساد وموجهة من قيادتنا الكريمة لوضع إستراتيجية ثم تجسيد هذه الإستراتيجية من خلال هذا المرفق وهذه الندوة التي سوف تقدم بحول الله ثراء علمياً في هذا الباب وتوصيات سواء من خلال ما سوف تتبناه الهيئة أو ما يتبناه القطاع الأكاديمي أو ما يتبناه من ذوي العلاقة بالمربين والمساجد والخطباء والموجهين وكل ذي مسؤولية إرشادية أو توجيهية. من جهة أخرى رحب مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل بانعقاد هذه الندوة في رحاب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والتي تأتي في إطار التعاون المشترك بين الهيئة والجامعة مبرزاً جهود الجامعة في نشر ثقافة النزاهة وإشاعة الشفافية ومحاربة الفساد، بهدف توعية الجمهور وتعزيز السلوك الأخلاقي عن طريق تعزيز الوازع الديني في المجتمع، ومبدياً استعداد الجامعة للتعاون وتسخير كافة طاقاتها العلمية والبشرية لخدمة أهداف الهيئة المتمثلة في تعزيز مبادئ النزاهة في أوساط المجتمع ومكافحة الفساد بكافة أشكاله وأن كل ما لدى الانسان من أمور دينية ودنيوية وما ينطق به لسانه وما يستقر في جنانه وما يعمله من أعمال كلها أمانة سيسأل عنها يوم القيامة وأن من أوجب الواجبات أن يؤدي الأمانات في كل ما يناط به من أعمال بصدق وأمانة بعيداً عن كل المؤثرات وبعيداً عن النفس الأمارة بالسوء ذات الطمع والجشع وإن جامعة الإمام في كافة وحداتها ومعاهدها ومراكزها ومقرراتها لتعمل عبر طاقم متميز من الخبرات الذين يربون الأبناء على الصدق والنزاهة والشفافية والبعد عن الفساد يعرف ذلك كل من انتسب إلى هذه الجامعة وكل ما تقوم به من تحقيق رسالتها وأهدافها النبيلة. وأكد الدكتور أبا الخيل أن الجامعة قد نجحت بفضل الله عز وجل ثم بالدعم غير المحدود المادي والمعنوي والمؤازرة من ولاة أمرنا وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير سلمان بن عبدالعزيز وولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز في مواجهة الفكر المتطرف وأرباب الفتنة والفساد وتعزيز قيم الوسطية والاعتدال انطلاقاً من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه سلف هذه الأمة، وتفاعلت الجامعة مع قضايا المجتمع التي تحقق الأمن الفكري والعقدي والمادي وها هي اليوم تساهم مع هيئة الفساد من خلال هذه الندوة. ثم بين سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز آل الشيخ في كلمته عن (دور تنمية الوعي الديني في تعزيز حماية النزاهة ومكافحة الفساد) موضحاً أن التعاون بين جامعة الامام وهيئة الفساد هو تلاحم مبارك ومن باب التعاون على البر والتقوى، وان من أخلاق المسلمين جميعاً أن يؤدوا الأمانة قال تعالى (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) فالمسلم راع لأمانته التي ائتمنه الله عليها سواء في العبادة بينه وبين ربه أو ما بينه وبين بيته درءاً للفساد وتحقيقاً للفضيلة وأن من خصال المنافقين خيانة الأمانة، والفساد مرض في القلوب وفعل قبيح سواء في المعاملات أو في العبادات لا يعالجه إلا قوة الإيمان التي تستقر في قلب العبد والتي تبين له الحلال من الحرام راجياً من الله أن تحقق هذه الندوة من التوصيات العظيمة التي تنير الطريق وتحقق للأمة النزاهة وتبين تحريم أكل الأموال بالباطل سائلاً الله التوفيق للجميع.