أبلغ وصف يمكن أن أطلقه على انتقال أحمد الفريدي للنصر هو صراع النجوم، فالموهوب الفريدي يعيش في صراع كبير وتحد جديد في تجربته الجديدة مع النصر، فهي ليست مجرد صفقة عابرة فحسب، بل هي صفقة لا تحتمل أنصاف الحلول، فالنجاح يؤسس لاحترافية اللاعب السعودي الذي لا يزال يقدم رِجْلاً ويؤخر الأخرى في الانتقالات بين الأندية الكبيرة، ويرد أيضاً على من حكموا بالفشل على الفريدي في مسألة تنقله بين الهلال والاتحاد والنصر، أما الفشل فإنه قد ينهي مسيرة اللاعب في وقت مبكر جداً، ويبث الخوف والقلق من انتقالات مشابهة تعيش لحظات هذا الصراع. في تصوري نموذج الفريدي مختلف تماماً عن نماذج انتقلت وفشلت فشلاً ذريعاً لاعتبارات كثيرة تأتي في مقدمتها موهبة أحمد وما يكتنزه من مخزون مهاري ووعي كروي يمكن أن يبدد كل تلك المخاوف التي حكمت عليه بالفشل في تجربته مع الاتحاد الذي لم يكن هو الاتحاد الذي نعرفه ونراه ونسمع عنه. أيضاً الجماهيرية الكبيرة والدعم الإعلامي والبيئة الكروية والبطولات التي اختلفت بين الاتحاد والنصر هذه المرة هي بالتأكيد من ضمن الاعتبارات الكثيرة التي أشرت إليها آنفاً والتي يمكن أن تبرهن على نجاح أحمد الفريدي في مسيرته الجديدة، فالاتحاد بعد أن كان يتمتع بكل تلك العوامل المؤثرة والجاذبة للصفقات أصبح في خانة (الانتظار) بعد أن (أكد) النصر اكتمال مشروع بيئته الكروية المغرية للنجوم، ولعل محمد نور خير دليل على ذلك. نجاح الفريدي في صفقة التحدي من عدمه برأيي لا يملكه سوى اللاعب نفسه، فالنصر الجديد بعد أن اكتمل وعاد لوضعه الطبيعي هذا الموسم يكاد يكون أفضل ناد يتمتع بتوافر بيئة كروية لا عذر فيها لأي نجم لا يقدم مستواه الحقيقي، لذا فإن اختبار القدرات النفسية والمهارية سيكون قاسياً على الفريدي هذه المرة، الذي عليه أن يدرك أن الهلاليين لم يستمتعوا بنجوميته الكبيرة، ولم تشعر جماهير الاتحاد بموهبته الفذة، وتلك مثبطات تنضم إلى محفزات جماهير النصر التي تنتظر نجومية لا يملكها إلا أحمد، ولا يمكن أن يبرهن على فرادتها الكروية سوى الفريدي نفسه، وبين المحفزات والمثبطات ليس علينا إلا أن ننتظر، هل ينتصر الموهوب الفريدي أم يخسر؟