×
محافظة مكة المكرمة

وزير الشؤون الإسلامية يوقع مذكرة تفاهم مع وزير العدل «القمري»

صورة الخبر

للإنسان لا يعلو الصحة إلا العفو وفق الدعاء المستجاب: «اللهم أسألك العفو والعافية» فالعافية هي الصحة. لذلك وجهت مقالي الأخير إلى الوزيـر المكلف في ما يخص مرض «كرونا» واليوم أخط لمعاليه معنى مهام وزارة الصحة بمفهوم وزيـر سابق ومنظمة الصحة العالمية وعنوان هذه المقالة من تأليف معالي الدكتور غازي القـصيبي ( يرحمه الله ) قالها لي عندما كنت ذلك اليوم واقفا أتحدث مع أحد منسوبي وزارة الدفاع. دخل معنا في الحديث معالي الدكتور غازي فقدمت لمعاليه قولا: معالي الوزيـر أقدم لكم الدكتور فلان ولكنه لا يتبع لكم فهو يعمل لدى وزارة الدفاع. فرد عليه معالي الدكتور القصيبي قائلا: كل من هم يعملون في خدمة صحة الناس يتبعون لي وأنا مسؤول عنهم حيث إنني لست «وزيـرا للمرض بل وزيـر للصحة». أذكر هذه القصة لكي نعلم نحن الأطباء والممرضات وجميـع مقدمي الخدمة الصحية للمرضى والقراء الكرام علينا أن نعلم أن وزيـر الصحة ليس وزيـرا للمرض ولا للمرضى وفقا للنظم العالمية في دول العالم الأول وإعادة النظر والمفهوم والمسؤولية لمهام وزارة الصحة. فبناء على المسمى فهي وزارة الصحة وليست وزارة المرض فمسؤوليتها الأولوية هي صحة السكان وواجبها الاجتهاد والمحاولة في إبقاء واستمرار الصحة (بأمر الله) لكل سكان المعمورة وفشل الوزارة يأتي في حالة مرض أحد السكان. لذلك تجد في دول العالم الأول، مثل الولايات المتحدة الأمريكية لا يوجد بها وزارة مسؤولة عن المرضى بل اسـمـها «وزارة الصحة والشؤون الإنسانية الأمريكية» . هذه الوزارة لا علاقة لها بالمرضى في أمريكا ولا تمتلك أي مستشفى ولا أسرة تحت إدارتها ومهمتها هم الأصحاء ووقايتهم من الأمراض بالتعاون مع مركز الوقاية من الأمراض المعدية الأمريكية. علاج المرضى في الولايات المتحدة الأمريكة هو مسؤولية القطاع الخاص وشركات التأمين لذلك في السنة الأولى لولاية الرئيس أوباما أوجد برنامج «أوباما كير» أي التأمين الإجباري للعلاج لكل مواطن أمريكي الجنسية. أما وزارة الصحة فمسؤوليتها على أمور المرضى ليست إلا مسؤولية مراقب ومحاسب وليست معالجا. لهذا السبب اهتمت الصحف، الصادرة ليوم الجمعة الماضية بأمريكا الشمالية، بموضوع الاستقالة الوشيكة لوزيـرة الصحة الأمريكية، كاثلين سيبيليوس، بسبب صعوبة انطلاق إصلاح النظام الصحي ( أوباما كير ). وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (واشنطن بوست) أن استقالة كاثلين سيبيليوس بسب أنها كانت على وشك نسف مشروع (أوباما كير )، مبرزة أن السيدة سيبيليوس كانت موضوع انتقادات لاذعة بعد بداية فاشلة للمشروع الصحي الذي أطلقته الحكومة الأمريكية وسط حملة إعلامية كبيرة. ووفقا للصحافة المحلية، فإن السيدة سيبيليوس بكل إخلاص ومسؤولية، استطاعت تصحيح الخطأ إلى أن حقق (أوباما كير ) نجاحا متزايدا أكثر مما كان متوقعا من إدارة البيت الأبيض. منظمة الصحة العالمية تعرف الصحة بأنها حالة من اكتمال السلامة البدنية، العقلية والنفسية والاجتماعية والبيئية وليست مجرد علاج وغياب المرض. فمن مهام وزارة الصحة في المقام الأول هو وجود حالة الاكتمال الذي تعترف به منظمة الصحة العالمية بمفهوم صحة المجتمع. نحتاج وزارة تهتم ووزيرا يهتم بالأصحاء ويرعى ويحافظ على كل مقومات الصحة حسب تعريف منظمة الصحة العالمية ونترك العلاج للخصخصة وفقا لخطط القصيبي والشبكشي والمانع، وبكل تواضع أتشرف وأضيف حسنين كمواطن مخلص. للتواصل ( فاكس 6079343 ).