×
محافظة المنطقة الشرقية

الطيار يلتقى وزير السياحة المصري لتوقيع اتفاقيات جديدة

صورة الخبر

قد يكون ما لديك من لمعان وشهرة مصدر متاعبك، خصوصا إذا لم تحسن التعامل مع متطلبات وضغوط هذه الحال. اكتشفت مع ثورة الاتصالات ومواقع التفاعل على الإنترنت، مثل «تويتر»، و«فيسبوك»، إضافة لـ«يوتيوب»، كم هو عميق هذا الشعور بالحاجة للشهرة والبروز، بصرف النظر عن مضمون هذه الشهرة وموضوعها. القصة تكون أكثر خطورة حينما تأتي الشهرة بوقت مبكر، والإنسان لم يصلب عوده بعد، ولم يمتلك الجسارة والنضج، تصبح الشهرة هنا مدعاة لفقدان التوازن والوقوع في الحماقات. في مقابلة سابقة مع تلفزيون «بي بي سي» قالت الممثلة البريطانية كيت وينسلت إنها «كانت تتمنى الحصول على مزيد من الدعم لمساعدتها في التعامل مع ضغوط الشهرة المبكرة». ووصفت الفنانة الحائزة جائزة الأوسكار تجربتها في هوليوود بأنها مجموعة من الصدمات واحدة تلو الأخرى. وقالت وينسلت (38 عاما) في تلك المقابلة: «ليس من السهل خوض هذا المستوى من الشهرة بسرعة». الشباب والشابات بطبيعتهم يمتلكون الجرأة والإقدام، ويفتقدون حساسية التأني وتقدير العواقب، ويعيشون في اللحظة الحاضرة وينفعلون بها ولها وفيها، لكن بعض الأضرار التي تحصل من الصعب إصلاحها ومغادرة آثارها وندوبها، وبعضها مفيد ونافع لاكتساب القوة والصلابة والخبرة. هذا الكلام كان ينطبق قبل عصر الإنترنت، وينطبق بعد عصر الإنترنت أيضا، لكن مشكلتنا الآن مضاعفة لأن حماقات الحمقى على الإنترنت تبقى وسما في جبين الأحمق، لا يفنى ولا يزول. ومن هنا تكون أهمية الإرشاد والحرص من الأهل والكبار، حتى يحموا هذا المنفعل من نيران انفعاله. العجب لا ينقضي من آباء وأمهات ينظرون بغبطة ليس لعيالهم المراهقين، بل حتى للأطفال منهم، وأعني كلمة الأطفال، وهم يبحرون في بحار الإنترنت (أونلاين) وكأن الأمر لا يعنيهم، حسنا. مع من يتحدث طفلك هذا؟ وماذا يرسل له؟ وكيف يتغذى عقله ووجدانه؟ لو أن هذا الأب ترك طفله وحيدا في طريق سريع للسيارات، هل سيلام أم لا؟ الجواب معروف، ولكن ما هو غير معروف كيف يستنكر مثل هذا العمل، ويترك ما هو أبشع منه على اعتبار أنه تصرف «عادي»؟! هذا الكلام يقال لأننا نرى كيف تحشى فضاءات الإنترنت بمقاطع مصورة لأطفال يقولون ما لا يفهمون، ويتقصمون ما لا يلبسون، لتحصل لهم الشهرة التي أفقدت الجميع عقولهم، ثم يصبح هذا المشتهر أسيرا لصورة نمطية كونها عن شخصيته. وبسبب ديمومة الشهرة ولإبقاء وهجها مشتعلا يفعلون الأفاعيل، أين أهلهم؟ ليس الغرض إلغاء هذا الشعور الإنساني الطبيعي بحب الشهرة، فهذه جزء من شخصية الإنسان، ولكن الغرض القول إن ثمة «إسرافا» في التهافت على الاشتهار وشمولا لكل شرائح الناس، بطريقة حولت الدنيا كلها إلى مواقع مرصودة للتصوير والبث، حتى من الأطفال، تحديدا الأطفال. الشهرة تكون منحة أو محنة بحسب محتواها وكيفية التصرف معها. يقول الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن: يا حظ من لا عرف منهو ولا شيف إن طاب يحمد وإن تردى بكيفه