×
محافظة حائل

جامعة حائل تحدد مواعيد تسجيل المقررات

صورة الخبر

بداية حل أي مشكلة، هي بحثها ودراستها من كل جوانبها، وعندما يتم ذلك تصبح المشكلة واضحة، وتظهر حلولها الممكنة. وفي قضية الطلاق والعنوسة تقف كل الجهات حكومية كانت أو أهلية في حالة من التضاد. فكل جهة تقدم أرقاما مختلفة عن الأخرى، وإذا كانت حالات الطلاق يمكن رصدها من خلال الجهات الرسمية، فإن حالات العنوسة تتضارب فيها الأقوال، فمن يقول إن عدد العوانس وصل إلى مليون عانس في المملكة، ويرى آخرون أن العدد أكبر من ذلك بكثير، فيرتفع عند البعض إلى مليون ونصف المليون عانس. ويقول آخرون بل هو أكبر يصل إلى ما يقرب من مليونين، وأيا كان الرقم في حالات الطلاق التي وصلت إلى 69 حالة طلاق كل يوم، وأيا كان الرقم في حالات العنوسة فنحن أمام قضية تهدد كيان المجتمع السعودي. وتصبح جهود الجهات التي تعمل من أجل خفض نسبة هذه الحالة أو تلك مشتتة وليست متكاملة، حتى يمكن التصدي لهذا التهديد من خلال وجهات نظر محددة تصف المشكلة وتحدد حلولها. أعرف أن قضايا الطلاق أسبابها كثيرة، ولكن ظني أننا أمام قضية مهمة وخطيرة، وتحتاج إلى دراسات متعمقة وواضحة في الوقت نفسه. هذه القضية هي ما يتعرض له المجتمع رجاله ونساؤه شبابه وفتياته لحالة من التحول. ففجأة دهم المجتمع العربي ـــ وليس السعودي فقط ـــ ما عرفناه باسم العولمة، أو الحداثة، حدث ذلك دون أن نكون مستعدين له من خلال برامج التثقيف والتربية والتعليم، خصوصا مع سهولة الاتصال بالعالم الخارجي، فانقضّت على أخلاقياتنا أخلاقياتٌ مختلفة سواء كانت بالسلب أو الإيجاب. فأحدثت ربكة ـــ حيرة ـــ في المجتمع، واختلطت المقاييس وتعقدت، فظهرت مشكلات المجتمع، ونحن نعرف ونقرأ ونسمع عن ظواهر متعددة أفرزها هذا المجتمع الحائر المضطرب. هذا الاضطراب سببه الأساسي ضعف الوازع الديني عند الطرفين، سواء الرجال أو النساء. فالدين له ثوابت لا تتغير مَن تمسّك بها نجا، فظاهرة الطلاق وظاهرة العنوسة سببهما ضعف الوازع الديني، وهنا يصبح قيام جهات الدعوة والتعليم والإعلام ضروريا لتقوية الوازع الديني الذي يمكن أن يتصدى لهذه الهجمة التي لم نكن مستعدين لها. صحيح هناك أسباب اجتماعية معروفة لظاهرة الطلاق وظاهرة العنوسة، وهي أسباب تتعلق بالجانب الاقتصادي والعادات القديمة والأخلاقيات العامة. يصبح من الضروري عقد مؤتمر عام تنتظم فيه كل الجهات التي تعمل في هذا المجال للدراسة وتقديم الحلول، وإلا فإن الظواهر ستظل إن لم تتفاقم، وسنظل نصرخ، أنقِذوا المجتمع السعودي من قضاياه. همس الكلام: "تريد أن تكون شقيا .. أكره".