هناك في جميع أنحاء العالم اهتمام كبير بجودة طعامنا ومياهنا وبآثار التعرض إلى الإشعاعات والمعادن السامة، وخاصة تلك التي تؤثر على الجهاز المناعي، حيث أن الجهاز المناعي للجسم هو شبكة معقدة تحمي الإنسان من عوامل العدوى الجرثومية والفيروسية والفطريات والكائنات الأخرى، ومسببات الحساسية وكذلك مسببات الأمراض الأخرى. نحن نعلم أنه عندما يهدد الجسم شيء خارجي يقوم الجسم بالرد وذلك بتكوين أو تجهيز أجسام مضادة وجيش كبير من كريات الدم البيضاء لمواجهة المقتحم، فالكبد والكليتان تعملان على تخليص الجسم من السموم، وهكذا فإن وجود جهاز مناعي يعمل بشكل مناسب لهو شيء حيوي للصحة. أن بعض المعادن مثل الزنك والكالسيوم ضرورية جداً للمحافظة على الحياة، ومعادن أخرى مثل النحاس ضرورية بكيمات صغيرة، لكن الكميات الكبيرة منها سامة. وبعض المعادن ليس لها قيمة غذائية وتعد سامة جداً عند وجودها في أية كميات وتنتشر هذه المعادن في بيئتنا هذه المعادن هي الألمنيوم والزئبق والرصاص والزرنيخ والكادميوم حيث أن هذه المعادن تهدد صحتنا وتفسد من عمل أعضائنا. كما أن المبيدات الحشرية والأسمدة التي تحتوي على هذه المعادن وكذلك المواد السامة الأخرى تتسرب إلى التربة وتمتصها الخضروات والحبوب والفواكه حيث تتلوث هذه الأطعمة والتي نتعاطاها يومياً. كما أن المضافات والمواد الحافظة للأطعمة والألوان الصناعية التي تضاف إلى أطعمتنا والتي توجد بشكل كبير في أسواقنا. كما أن هناك المواد التي ترش بها الفواكه والبلح التي تعجل من نضجها وكذلك الفواكه التي تغطى بالشمع لكي تبدو أكثر لمعاناً وجاذبية. كل هذه المواد تدخل أجسامنا يومياً ولها مخاطر كبيرة. لقد لوثت المواد الكيميائية السامة والنفايات الخطيرة التي ترمى هنا وهناك هواءنا ومياهنا. تتضمن بعض المنتجات المعتادة والعوامل البيئية التي لها تأثير مدمر على الصحة، المواد المطهرة وبخاخات أو رشاشات الشعر والطلاء والمذيبات، وما يتخذ فراشاً للأسرة وشعور الحيوانات والمنظفات المنزلية والأتربة، والفطريات. وتنبعث من بعض المنتجات التي تستخدم في المنازل مركبات تتطاير في الهواء مثل الستايرين، من البلاستيك، والبنزين من المذيبات والفورمالدهايد من المنتجات الخشبية المصنعة مثل الأثاث الخشبي المضغوط وخزائن المطبخ، وتنبعث من الملابس التي لا تحتاج للكي ومن البلاستيك مقادير من الغازات السامة. كما أن دخان السجائر والسيجار والغليون والنرجيلة تزيد من المواد السامة ليس فقط على المدخنين، ولكن ايضاً على من يستنشقونه لوجودهم في الجوار. عندما تغزو هذه الأشياء والملوثات الأخرى الموجودة في بيئتنا أجسامنا، فإن ذلك يؤدي إلى تفاعلات مثل إسالة الدموع والغثيان والإسهال وطنين الأذن واضطراب المعدة والأمعاء وتختلف أعراض تسمم البيئة إلى حد أنها تشمل كذلك الربو والتهاب الشعب الهوائية واحتقان الأنف والحلق والتهاب المفاصل والأكزيما والصداع والإعياء والاكتئاب. إذا كنت تعاني من أعراض مزمنة تشبه أعراض الإصابة بالبرد فربما لا يكون السبب عدوى فيروسية ولكن قد يكون هذا رد فعل لبعض المواد لعنصر ما في منزلك أو مقر عملك. ولقد ارتبط التسمم البيئي بنقص المناعة والسرطان. إن أعراض التسمم البيئي تتشابه مع أعراض الحساسية البيئية، لكن الآليات التي تؤدي لحدوثها تختلف فالحساسية تنتج لزيادة في رد فعل الجهاز المناعي لبعض المواد التي يتعرض لها في البيئة. وعلى الجانب الآخر ليس التسمم البيئي نتيجة لرد فعل الجهاز المناعي، لكنه تسمم مباشر للأنسجة أو الخلايا إلى الحد الذي لا تستطيع عنده مواصلة العمل كما ينبغي وعادة تبدأ تفاعلات الحساسية في الخمود عندما يتوقف التعرض للمادة المسببة لها، بينما يمكن للمشاكل التي تعتمد على السمّية الاستمرار بعد ذلك بكثير، اعتماداً على نوع المواد السامة ومدة الضرر الذي قد أحدثته. هناك بعض المكملات الغذائية التي تلعب دوراً في الوقاية من تسمم البيئة وهي: - مساعد الأنزيم Q10 وهذا يعزز جهاز المناعة يؤخذ هذا الإنزيم بجرعات 30ملجم بمعدل 4 مرات في اليوم بعد الأكل. - فيتامين ج (C) الذي يساعد على إزالة السموم والمعادن الثقيلة من الجسم حيث يؤخذ بمعدل 3000 إلى 10000ملجم يومياً على جرعات مقسمة. - تورين بلس Taurine Plus وهو مضاد هام للأكسدة ومنظم لجهاز المناعة. كما أنه ضروري جداً لتنشيط كريات الدم البيضاء وكذلك الوظائف العصبية. تستخدم على شكل أقراص تحت اللسان وتؤخذ حسب التعليمات المدونة على عبوة الدواء. - بكتين التفاح ويؤخذ بمعدل قرص إلى 3 أقراص يومياً بعد الأكل . يقوم بكتين التفاح Apple Pectin بالاتحاد مع السموم والمعادن الثقيلة للتخلص منها. - فيتامين أ و ه (E) يعمل هذان الفيتامينين كمضادين قويين للأكسدة ومزيلين للسمية. والجرعة 100000وحدة دولية من فيتامين أ لمدة شهر ثم تنخفض الجرعة إلى 15000 وحدة دولية يومياً وإذا كانت المرأة حاملاً فلا تتعدى 10000 وحدة دولية يومياً. أما فيتامين ه (E) فتكون الجرعة ما بين 400-800 وحدة دولياً يومياً. وهناك تعليمات يجب اتباعها للتخلص من سموم البيئة وهي: 1) قم بتهوية المنزل ومكتبك جيداً وذلك للتقليل من التعرض للغاز الطبيعي والمبيدات الحشرية والرادون والدخان والمواد الكيميائية الأخرى. 2) استبدل إن أمكن الأرض المصنوع من الواح الخشب الحبيبي بأخرى من الخشب الرقائقي الذي لا يحتوي على الفورمالدهايد ينبغي بعد ذلك سد الفراغات بلاصق غير سام. 3) استخدام جهاز قوين للهواء مثل Living Air XL-15 من إنتاج Alpine Industries وهي وحدة تنظف وتزيل رائحة الحيوانات وحبوب اللقاح والأتربة والبكتريا والضباب والدخان. 4) أزل أي قشور للطلاء داخل أو خارج المنزل باستخدام الأجهزة الوقائية المناسبة حيث أن البويات أو الطلاءات القديمة تحتوي على نسبة من الرصاص السام. 5) قم بتغيير أكياس المكانس الكهربائية عدة مرات حيث أن معظمها لا يحسن ترشيح الأتربة وحبوب اللقاح والعثة والدقائق الضارة الأخرى. وحاول عند شرائك لمكنسة كهربائية أن تبحث عن الموديلات التي يوجد كيسها داخل غطاء غير نفاذ. 6) لا تستخدم البخاخات المضادة للحشرات وخاصة الأجهزة كبيرة الحجم منها. وإذا احتجت لمختص إبادة حشرات تأكد أنه مرخص له بمزاولة العمل. 7) إن أحد الأغراض المنزلية التي يمكن أن تسبب الكثير من المتاعب هي السجاد، فلقد تبين أن بعض المواد الكيميائية المستخدمة في السجاد لها تأثير ضار بالصحة. أحد هذه الكيميائيات محل الاشتباه هو 4- فينيل سايكوهكسين 4-pc ، وهو أحد النواتج الفرعية لإنتاج السيترين – بيوتاديين تستخدم هذه المادة لتقوية الكثير من السجاد. إن نواتج تكسير السيتريين – بيوتاديين هي أيضاً سامة نوعاً ما . ويمكن أن يكون غسيل السجاد بالشامبو ضاراً بصحتك، حيث أنه عند القيام بذلك تظل قاعدة السجد رطبة لزمن طويل بعد أن يجف السطح العلوي، وهذه الرطوبة تصبح مكاناً لتكاثر الكائنات الدقيقة التي يمكنها أن تدمر صحة الإنسان . 8) الرادون غاز طبيعي مشع يمكنه أن ينساب إلى داخل منازلنا من التربة المحيطة بالمنازل، وهو منتشر بكثرة في مناطق معينة من البلاد، ويوجد بتركيز عال في المنازل الجديدة، جيدة العزل ويعتقد أن التعرض للرادون هو السبب الثاني للإصابة بسرطان الرئة. في الولايات المتحدة الأمريكية تتوفر معدات اختبار الرادون في أغلب متاجر الأدوات. إذا وجد الرادون في منزلك، فيمكن تصحيح الوضع بسد الشقوق وتحسين التهوية في البدروم. ويمكن لهيئة وقاية البيئة توفير المزيد من المعلومات بهذا الصدد. المصادر : د. جيمس ف بالشي ، د. فيليس أ. بالش : الوصفة الطبية للعلاج بالتغذية : الطبعة الثانية : مكتبة جرير ، 2004م.