×
محافظة المنطقة الشرقية

أستراليا: حصول السعوديين على تأشيرة سياحية خلال 48 ساعة

صورة الخبر

أنفقت (الرئة الثالثة) أكثر من عقدْين من الزمن في ضيافة هذه الصحيفة الراقية. لكنني الآن بتُّ، أسائل نفسي مراراً: لِمَ عناء الكتابة في هذه الزاوية أو في سواها من منابر الرأي؟ ما الغاية؟ ما الهدف؟ وكيف أطمع أن أفوز عبرها بثقة المتابع الكريم، وأتجنّبُ سهوَه عنها أو إعراضَه، أو، وهو الأسوأ: تجاهله لها؟!. ))) أسئلةٌ قاسية كهذه تعبث بأوتار الوجدان، وينضم إليها سؤال آخر أشدُّ وطأً: هل الغاية من الكتابة إرضاء القارئ أو استرضاؤه أو استقطاب وده على حساب بعض الضوابط الفكرية والمعرفية والأخلاقية؟! أم أن الغايةَ هي البحثُ عن الحقيقة وإثرائها ما أمكن إحقاقاً للحق وإحباطاً للباطل؟!. ))) وأجدني ميّالاً بكل جوارحي، وبكل قطرة مداد نثرها هذا القلم عبر السنين إلى الأخذ بالموقف الآخر، وبعد ذلك، ليُعجب من شاء من القراء الكرام، بما تنثره هذه الزاوية، أو ليسخط عليه أو يتجاهله، لكنني سأبقى مديناً له بالفضل لمنح حروف هذه الزاوية شرفَ المثول بين يديه، قراءةً وتأملاً وحكماً، ولو مرةً في الشهر. ))) وبوجه عام، اعتزُّ أن يربطني بالقارئ الكريم صراط ذو اتجاهين من التواصل عبر هذه الزاوية، وما تفرزُه بعضُ مُخْرجَاتها بين الحين والآخر مما تنشره بعض الصحف أو تبثه شبكة (الإنترنت) من ردود فعل متباينة الاتجاهات، بين مُشِيد ببعض ما تطرحُه ونَاقدٍ للبعض الآخر، وكلُّ ما اطلعت عليه حتى الآن من تلك الردود والتعليقات يتّشحُ بشفافية خُلقيَّة جميلة إلاّ ما ندر، وهناك بالطبع (أغلبية صامتة): لا إلى أولئك ولا إلى هؤلاء، وإنْ كنتُ انزعُ إلى تغليب كريم الظن بالقول إن (الصمَّت) قد يَعني القبولَ بما كتب، أو التأييد له، أو تعليقَ الاعتراض عليه!. ))) وهنا أود أن (أُفشيَ سراً) قد يثير عَجَبَ شريحة من القراء الكرام وهو أنني بدأت مؤخَّراً استعرض ردودَ الفعل على ما أكتب في هذه الزاوية، عبر (الشبكة العنكبوتية)، فيُبْهجني بعض ما اقرأُ، سلباً كان أو إيجاباً، وأكادُ أجزمُ أن في بعض النقدِ لبعض مواقفي قدراً من الحق والحقيقة! قد يكون هذا الاعتراضِ ثمرةَ خَلَل في فهم المقصود بما كَتبتُ، وأُرجَّح أن يكون سبَبُهُ في بعض الأحوال قصوراً في التعبير من جانبي، لا قصوراً في فهم القارئ الكريم، وهذا أمر محْتَمل، مادامت الغايةُ التي يَنْشدُها كلُّ من الكاتبِ والقارئِ معاً هو تكوين فهم معرفيّ مفيد للطرفين. ))) ومهما يكن من أمر، فَإنّني أرحبُ بالقارئ الكريم متَصفَّحَاً لما تنثره هذه الزاوية كل أسبوع، فإن راقَه شَيءٌ ممّا كتبتُ، ففضلٌ من الله وإحسانٌ، وإنْ كان العكس، فاجْتهادٌ مني يحتمل الخطأ أو الصوابَ، وأرجو أن يكون لي في أيَّ من الحاليْن نصيبٌ من الإحسان. ))) وبعد.. فتبقى (الرئة الثالثة) قناة أثيرة على نفسي تربطني بما حولي من حياة وأحياء! لماذا؟ لأنني أتنفّسَ عبرها نسيماً غيرَ ملوّث بـ(كربون) الهَوى أو (غبار) اللّغْو الذيّ يشبه زَبَد البحر قبل أن يتفتَّت على صخر الحق والحقيقة! وأحاول في الوقت نفسه، أن أنْأى برئتي وقلمي عن (فتنة) البحث عن الشهرة التي يُسمع لها جعجعةً ولا يُرَى طحن! أقول هذا لا ادعاءً للفضيلة ولا تزكيةً للنفس، فالنّفسُ أمّارةٌ بالخطأ، لكنني أحترمُ ذكاءَ القارئ وعقله قَدْر احترامي لكلّ كلمة يرسمُها قلمي على الورق، وبدون هذا أو ذاك، لستُ جديراً باحترام القارئ ولا وقته ولا حتى نقده!. ))) وأتذكر في هذا الصوب سؤالاً وُجّه إليّ ذات مرة عبر أحد اللقاءات الأدبية عن القصد بقولي أنني أتجنب فيما أكتب (إشعال النيران) خلفي، فقلت: إن ما قصدته هو التحذير لنفسي ألاّ تُفْتَنَ بكتابات (ساخنة) هي أقرب إلى فرقعة صواريخ نارية مزيفة تحدث دوياً بلا نور ولا نار!.. وما أتمنّاه لقلمي هو أن يشعل في قلبي قبساً من نور يعطر الحقيقة.. لا فتيلاً يوقد ناراً تحرق عطائي ولا تضيف شيئاً..!.