×
محافظة الرياض

«المركز السعودي للتحكيم التجاري» انطلاقةٌ للتحكيم المؤسَّسي في المملكة

صورة الخبر

لم تكن زيارة المالكي إلى طهران -قبيل حتى فرز الأصوات الانتخابية- بالخبر المفاجئ لمن يعرف تبعية المالكي لإيران وملالي قم، وفي كل الأحوال لم يشكل هذا الخبر للعارفين بالشأن العراقي صدمة لهم، لكن قراءة هذه الزيارة من حيث التوقيت هي ليست فقط تثير الأسئلة حول قوة ومتانة علاقات المالكي الوطيدة بالمرجعيات الشيعية بل استمرار دعم طهران للطائفية المقيتة الذي يعتبر المالكي عرابها في العراق. المالكي الذي طالما حاول -بحجج ضعيفة- وواهية يفندها سلوكه المكشوف، إقناع العالم بأنه رجل مستقل عن الرغبات والأجندات الإيرانية في العراق، يثبت اليوم أن القرار العراقي بات بيد إيران وما هو إلا مجرد أداة يستخدمها ملالي قم لتكريس الطائفية وإدخال العراق في أتون الحرب الأهلية. المالكي ذهب إلى إيران ترافقه شخصيات عراقية فاعلة لا تقل تبعية عنه، منها زعيم التحالف الوطني إبراهيم الجعفري، ونائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي، الأمر الذي يثبت بدون أدنى شك أن هذه الإدارة العراقية الطائفية لا تتحرك قيد أنملة في العراق أو حتى المنطقة عموما إلا بتوجيهات إيران التي دعمت نظام بشار البربري ومليشيات حزب الله وتعيث في الأرض العراقية الفساد. وإن صحت المعلومات الأولية عن فوز أولي ضعيف لائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه المالكي، فإن المالكي -وقع بالجرم المشهود- بدون أدنى شك أنه ينفذ سياسة إيران في العراق، خصوصا أنه أصر على أن يكون معه في هذه الزيارة إبراهيم الجعفري زعيم التحالف الوطني والذي أيضا لا يبتعد عن الخط الإيراني في المنطقة. هذه الزيارة لا يمكن النظر إليها إلا على أنها انتقاص من حجم وقيمة العراق العربية واختطافه من قبل إيران وعودة العراق إلى المربع صفر.