نيروبي: مصطفى سري أعلن جيش جنوب السودان عن استعادته مدينتين استراتيجيتين من المتمردين ظهر أمس، في وقت نفت فيه الأطراف المتحاربة دخول قوات مصرية في القتال الدائر منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما غادر الأمين العام السابق لحزب الحركة الشعبية باقان أموم، واثنان من القادة المفرج عنهم قبل أسبوع، جوبا إلى العاصمة الكينية نيروبي لإجراء لقاء مع الرئيس الكيني أوهورو كينياتا اليوم لبحث كيفية مشاركتهم في المفاوضات الجارية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وقال المتحدث الرسمي باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير لـ«الشرق الأوسط» إن قواته استردت من المتمردين بزعامة نائب الرئيس السابق رياك مشار صباح وظهر أمس مدينة الناصر الاستراتيجية في ولاية جونقلي شرق البلاد، التي تعد المعقل الرئيس لمشار. كما سيطرت القوات الحكومية على مدينة بانتيو عاصمة ولاية «الوحدة» الغنية بالنفط، وكانت قوات التمرد سيطرت على المدينة في أبريل (نيسان) الماضي، وقتل فيها أكثر من 300 مواطن سوداني في مجزرة اتهمت بعثة الأمم المتحدة قوات التمرد بارتكابها، لكن القوات نفت ذلك. وقال أقوير إن قوات الجيش الشعبي استولت على مدينة الناصر بعد معارك عنيفة، وإن قواته تطارد المتمردين، وهو ما أكده يوهانس موسيس فوك، المتحدث باسم الحركة الشعبية المعارضة. وأضاف أقوير أن «مشار كان في تلك المنطقة، لكنه هرب منها في اتجاه الحدود الإثيوبية. وقواتنا تواصل تحركاتها في كل شرق البلاد»، موضحا أن التفاصيل حول المعارك لم تتوفر أمس، وأن مدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل تحت سيطرة القوات الحكومية. من جهة أخرى، نفى أقوير وجود قوات مصرية تقاتل إلى جانب الجيش الحكومي، ووصف تلك المعلومات بـ«الكاذبة والمضللة». وحول ما قيل عن إلقاء القبض على عدد من الضباط المصريين في منطقة إيود بولاية جونقلي شرق البلاد، قال إن «هذه أكاذيب لا يقبلها عقل، لأن منطقة أيود لم تشهد أي معارك بين القوات الحكومية والمتمردين منذ بداية الأحداث. وهي تحت سيطرة قواتنا». وكانت بعض الصحف السودانية ومواقع التواصل الاجتماعي نشرت تقارير عن أسر «الجيش الأبيض» التابع لقوات مشار 14 ضابطا وجنديا مصريا، إلى جانب أربعة من الجنود الأوغنديين، مدعية أنهم كانوا يقاتلون إلى جانب القوات الحكومية. من جانبه، نفى المتحدث باسم المتمردين المعلومات، وقال: «هذه شائعات لا نعرف من أطلقها، لأنه لا توجد قوات مصرية في جنوب السودان من الأساس. والقوات الأجنبية التي تحارب إلى جانب قوات كير هي القوات الأوغندية ومتمردي (العدل والمساواة) السودانية». من جهة أخرى، غادر الأمين العام السابق لحزب الحركة الشعبية الحاكم في جنوب السودان باقان أموم جوبا متوجها إلى نيروبي للاجتماع مع الرئيس الكيني أوهورو كينياتا اليوم لبحث كيفية مشاركة مجموعة القيادات الذين أفرج عنهم في المفاوضات الجارية في أديس أبابا لإنهاء الأزمة في جنوب السودان.