ترجمة ثقافتنا إلى الآخر أسهمت الترجمة، خلال تاريخنا العربي والإسلامي، في تواصل هذا التراث مع الموروثات العلمية والفلسفية والأدبية التي كان لها حضور متميز في عصرها؛ كالحضارة اليونانية والرومانية والفارسية. وكان لذلك التفاعل مع تلك المنجزات الثقافية المختلفة والمغايرة دور في التعرف على الآخر ومن خلاله إدراك الذات. إن للترجمة في العصور كافة، وفي عصرنا الحاضر خاصة، أهمية لا تقل عن أهمية بعض ما تنتجه الثقافات المحلية ذاتها، إذ من خلاله يحدث التفاعل الثقافي والعلمي بين المجموعات البشرية المكونة لعالمنا، لمعرفة ما لدى بعضنا ومن ثم لمعرفة ما لدى أنفسنا. إن الأهمية البالغة للترجمة تكمن في أنها ذات طرفين، إذ كما تنقل ما لدى الآخر إلى بيئتك الثقافية، فإن بإمكانك أن تسعى إلى تفعيل ترجمة ما لديك من إبداع متوارٍ عن أنظار العالم إلى بيئات ثقافية مغايرة تستطيع التفاعل معه بإيجابية، متى ما كانت لديها الفرصة للاطلاع المتمعن في أهم المنجزات التي أبدعها المثقفون المحليون. لا يخالجنا شك في أن تلك الأهمية التي تتميز بها الترجمة لا تخفى على صانعي القرار الثقافي لدينا، ولكن تبقى ترجمة النتاج الإبداعي السعودي إلى اللغات المهمة في العالم عاجزة عن الوصول إلى ما يطمح إليه الجميع، من الانتشار أدبنا على مستوى العالم.