قبل أسبوع قرأت مجموعة من رسائل الواتساب من أصدقائي لأجد عددا من الأخبار من المواقع و الصحف الإلكترونية التي استقت أخبارها من تصريحات دقيقة من المتحدث الرسمي لوزارة الصحة في مؤتمره الصحفي الأول ليتحدث عن فيروس كورونا والذي لاحظت الوزارة ظهوره عن طريق آليات المراقبة والتقارير الخاصة بها، وقد تبع هذا المؤتمر الصحفي عدة مؤتمرات أخرى تتحدث بلغة الأرقام وتبين الوضع الحقيقي وخطة الوقاية واحتواء الأضرار التي تنتهجها الوزارة لتحجيم الإشاعات المزعجة التي تبث الرعب والقلق في نفوس المواطنين، وفي المؤتمر الأخير تحدث فيه الوزير عن انتهاء الحالة وعودة النشاط الطبيعي وممارسة العمل الاعتيادي في المستشفيات .. كل ذلك انتهى بعد زيارتي لأرض أحلام اليقظة، حيث شاهدت فيها كيف تكون فيها إدارة الأزمات التي تجنبنا الآثار الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والصحية وكل ما هو مرتبط بأزمة ما. في وقت الأزمات تكون المسؤولية على عاتق جميع الأطراف (بنسب متفاوتة)، فالأزمة يعتبرها «شير ميهورن» أنها مشكلة غير متوقعة قد تؤدي إلى كارثة إن لم يتم حلها بطريقة سريعة. قد تكون هذه إحدى مشاكل وزاراتنا العدة، حيث لا تعامل الأمور العارضة بنفس الجدية التي يتم التعامل بها منذ اللحظة الأولى مع المشاكل الكبيرة، بحيث يترك المجال للكثير من التأويل والإشاعات، فلم يتم الالتفات للإشارات ووضع الرأي العام منذ بداية الحالات في العام قبل الماضي لتقوم بعملية التنبؤ الوقائي لتفادي انتشار الأزمة. أيضا طريقة التعاطي مع الجانب غير الطبي (الإداري والإعلامي) لم تكن بالطريقة المناسبة فبحسب موقع وزارة الصحة فعدد الحالات في المملكة منذ البداية هو 179 حالة، وهو أمر لا يرتقي لتصنيفه كوباء، كما يتم نشره خلال الإشاعات وعن علاقته بالجمال، وهذا أمر نفته منظمة الصحة العالمية حتى وإن ظهرت حالات على بعض الجمال فهو مرض جديد فلماذا لا تقوم الوزارة بالمبادرة لتوضيح ذلك بالتفصيل عن طريق وسائل الإعلام البديل لضمان وصول معلوماتها بشكل كبير، بدلا من عملية كبت الأزمة فهي ليست أزمة إدارية داخلية تعني الوزارة فقط ولكنه أمر ذو علاقة مباشرة مع المجتمع. ولكي لا ننسى أنفسنا .. فنحن كمجتمع يقع على عاتقنا دور مهم، فكمية الهلع التي ساهم الكثير من عديمي المسؤولية في نشرها عن طريق الأخبار الكاذبة والمعلومات المغلوطة عن المرض، بل تعدى الأمر إلى وصفات للعلاج والوقاية التي ليس لها أساس طبي أو ديني كرسالة حرق اللبان. كل ذلك قد يكون بحجة فعل الخير ولكن في هذه الحالات يكون فعل الخير أما بقول الخير أو الصمت وبالبحث والتحري عن المرض وأعراضه، فالمعلومات متوفرة في موقع منظمة الصحة العالمية بطريقة دقيقة وبأسهاب كبير والتأكد من سنن النبي وصحتها أصبح على بعد ضغطة أصبع لمن أراد التروي قبل ممارسة عملية إعادة الأرسال. إن إدارة أي أزمة تكون من قبل جميع الأطراف المعنية بها فالوضوح والمبادرة من قبل الجهات المسؤولة من جهة وعدم نشر الإشاعات وإيهام الآخرين بما هو ليس حقيقيا من قبل المجتمع، فردود الأفعال قد تأخذ المشاكل إلى منحى آخر كان بالإمكان تجنبه.