كرّر الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، تمايزه عن المرشد علي خامنئي، معلناً معارضته «أي تمييز بين المرأة والرجل»، فيما لفت رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني إلى أن مصطلح «تصدير الثورة» لا يستهدف «الهيمنة على دول والتدخل في الشؤون الداخلية لآخرين». وكرّم روحاني 5 «عمال متميزين»، وقال خلال احتفال بعيد العمال في ملعب آزادي في طهران إن «العمّال هم العمود الفقري للإنتاج في البلاد ويتحمّلون العبء الأكبر للنهوض بالوطن وتحقيق الازدهار الاقتصادي والثقافي»، مذكّراً بـ»تضحيات العمال ودورهم المرموق في انتصار الثورة الإيرانية وصمودهم في مواجهة مؤامرات الأعداء وحضورهم في الحرب المفروضة» (بين ايران والعراق). وأعلن عزم الحكومة على تحويل السنة الإيرانية التي بدأت في آذار (مارس) الماضي، «سنة انتعاش الإنتاج وكسر الركود الاقتصادي»، مشدداً على نيتها «رفع العقوبات عن الشعب الإيراني». وكرّر روحاني انه «يعارض أي نوع من التمييز بين المرأة والرجل»، مشدداً على وجوب أن «يتمتعا بكل الحقوق في العمل». وكان الرئيس الإيراني أعلن موقفاً مشابهاً قبل أيام، فيما رأى خامنئي وجوب «التحاشي التام لاعتبار الأفكار الغربية الخاطئة المتحجّرة النمطية، مرجعية في شؤون المرأة»، إذ أن «هذه الأفكار لا تستطيع إطلاقاً أن تحقق هداية المجتمعات الإنسانية وسعادتها». ودعا إلى «الابتعاد تماماً عن الأفكار الغربية في شأن قضايا، مثل العمالة والمساواة بين الجنسين»، مضيفاً: «المساواة لا تعني العدالة دوماً، العدالة هي الحق دوماً، لكن المساواة قد تكون أحياناً حقاً وقد تكون في بعض الأحيان باطلاً». وتابع: «عكس بعض التصوّرات، ليس العمل من القضايا الأصلية للمرأة». في غضون ذلك، دافعت حكومة روحاني عن موقفها في شأن الزعيمين المعارضين مير حسين موسوي ومهدي كروبي الخاضعين لإقامة جبرية منذ شباط (فبراير) 2011. وأُخرِج موسوي من مستشفى، بعد إجراء قسطرة في قلبه، وأُعيد إلى إقامته الجبرية في سجن أختر. وتطرّق روحاني إلى هذه المسألة، قائلاً: «لم أنسَ أي شيء. أشكر الله لأن ذاكرتي ما زالت جيدة، وأتذكر جيداً ما تعهدت به وما يجب عليّ أن أفعله». واستدرك: «بعض المسائل المتعلقة بالسياسة الداخلية والوحدة والانسجام بين الفصائل، تستغرق وقتاً طويلاً. علينا جميعاً أن نساعد بعضنا بعضاً وتهيئة الظروف. تسرّع بعضهم يصعّب العمل أكثر». أما الناطق باسم الحكومة محمد باقر نوبخت فقال في هذا الصدد: «إذا أردنا إعطاء معلومات حول هذا الوضع في مقابلات، ربما لن نساعد على تحقيق أهدافنا في تسوية هذه المسألة». وذكّر بأن موقف الحكومة من إخضاع موسوي وكروبي لإقامة جبرية «ليس سراً»، مستدركاً: «ولكن جوانب من السعي إلى إطلاقهما ليست من صلاحيات الحكومة». رفسنجاني إلى ذلك، شدد رفسنجاني على أن مسألة «تصدير الثورة» تعكس «فهماً خاطئاً للمتطرفين في شأن شعارات المجتمع»، مضيفاً: «لم نقصد من تصدير الثورة الهيمنة على دول والتدخل في الشؤون الداخلية لآخرين». ورأى أن ثمة «أقلية متطرفة تمارس الانتهازية دوماً، وتريد أن تستغل المفاهيم المقدسة في المجتمع، لتحقيق غايات فئوية وحزبية». أما قائد «الحرس الثوري» الجنرال محمد علي جعفري فاعتبر أن «الحرس يجب أن يعمل بوصفه قوة دافعة للثورة». وزاد أن «إيران في وضع مناسب جداً من ناحية الجاهزية العسكرية والأمنية، وخصوصاً القدرة الصاروخية، وعلى استعداد للتصدي لأي هجوم يشنّه الأعداء». وتابع أن «الميزة البارزة للحرس الثوري هي جاهزيته العقائدية، وهذا أمر يشكّل عنصر تفوّقه بين جيوش العالم».