جمع «بيت الأمم المتحدة» في بيروت مئة شاب وشابة سوريّين بدعوة من «برنامج الأجندة الوطنيّة لمستقبل سورية» الذي أطلقته منظمة «إسكوا» عام 2012، وخصص اللقاء لتبادل وجهات النظر حول البرنامج وأهدافه وايجاد آلية تواصل تضمن مشاركتهم في كل مراحل تطبيقه، علماً ان البرنامج يسعى الى إنتاج أجندة وطنية شاملة حول بدائل السياسات الضرورية لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية وتحديات الحوكمة في مرحلة ما بعد الازمة السورية، وتطوير شبكات وشراكات بين مختلف الأطراف السوريين وبين الشركاء الإقليميين والدوليين لتسهيل العملية الانتقالية بعد انتهاء الأزمة. وتنوعت انتماءات الشباب وتوجّهاتهم فيما أحاط جدول اعمال اللقاء بالمواضيع المتعلّقة بالأزمة السوريّة من كل النواحي في جوٍ اتسم بالحرية والشفافية ما وفّر مناسبة لمناقشة الآراء المتباينة. وأوضح بيان صادر عن «أسكوا» ان اللقاء تخلله عرض لـ «المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية والسياسية للواقع الحالي السوري ومناقشة جذور الأزمة وآثارها على البنية الاجتماعية والاقتصادية لسورية والمفاهيم الجامعة للسوريين. واطّلع المشاركون على المبادئ العامة لإنجاز الأجندة الوطنيّة المستوحاة من مبادئ الأمم المتحدة مثل وحدة أراضي البلاد، واحترام سيادة الدول وحقوق الإنسان والديموقراطيّة والعدالة الاجتماعيّة، والحق في التنمية المستدامة، وضمان السلام والاستقرار الإقليميين. واعتبر الشباب «أن هناك أسباباً عديدة أدّت إلى تفاقم الأزمة في سورية، تختلف من منطقة إلى أخرى، ومنها: غياب مفهوم المواطنة وانخفاض الحس الوطني، وعدم ترسيخ هوية وطنية جامعة، والتوزيع غير العادل للثروة الوطنية، وضعف في الحوكمة، ونقص العدالة الاجتماعية، وعدم توافر إطار واضح للحوار الوطني، وتدخل أجهزة الأمن في عمل المؤسسات وحياة الناس، وضعف المشاركة في العمل السياسي إضافة إلى العوامل الاقتصاديّة والاجتماعيّة الأخرى والثورة التكنولوجيّة التي ساهمت في انتشار الحراك الشعبي». وتوقف المجتمعون عند «النتائج السلبيّة التي خلّفها هذا الحراك كتجذر الطائفية، وتشظي المجتمع، وتدمير البنية التحتية والمعالم التاريخية وغيرها». على ان الحضور رصد بعض «الآثار الإيجابية للأزمة مثل ظهور مجتمع مدني مبادر وفاعل، ونمو روح المبادرة عند الشباب ومعرفة السوريين لبلدهم، والحض على التفكير والحوار». وأعطى المجتمعون الاولوية لـ«موضوع المغتربين وأهمية إعادة المهجرين لوطنهم وعدم إهمال دور المنظمات التي تعمل خارج سورية ووضع خطة لتأسيس مفهوم المواطنة وحماية الأفراد وحرياتهم وبناء علاقات الثقة بين أطراف الصراع». وأجمعوا على «أهمية نزع السلاح وضمان تمثيل سياسي للجميع وتمتين السلم الأهلي والعدالة الانتقالية. وكان شبه إجماع من المشاركين على أولوية الحوكمة والمشاركة السياسية وحقوق الإنسان». لبنانالحكومة اللبنانية