نسمع كثيراً مايردده البعض بعبارة خلّهم هم الأول أو وش معنى أنا، وهذا دليل على الشعور بأن الآخر دائماً هو المخطئ، ولابد أن يكون هو دائماً المبادر في كل الأمور الإيجابية. لنكون أفضل لابد أن يبدأون هم أولاً بالفضل .. لماذا هذا المشاعر التي توحي بأنهم كل من حولك مخطئين حتى يثبت العكس، نسترم بلوم بعضنا البعض. لنبدأ أولاً بأنفسنا قبل غيرنا، ليس من أجل الآخر فحسب بل أيضاً من أجل كسب الحسنة أولاً، ونعمة المبادرة، والبدء باحترام الغير مهما كان. الفاسد يقول كل الناس مفسدون، ومثله الحرامي يعتبر كل البشر لصوص، وغيره من الإقصائي، والقمعي، وسيء الطباع، والمتعصبون . إلخ. عذر أقبح من ذنب .. نستمر برمي التهم على الآخرين، دون البدء بالذات أولاً .. وتسمع دائماً إذا نصحت أحداً يقول لك وش معنى أنا وهم لا .. استفهام وعشرون تعجباً من هذا الرد، وللأسف بعض الآباء يعلّم به أطفاله. نتعالى بالمثالية الزائفة عند النصيحة فقط، وبالصالحات التي أغلبها رياء، والحسنات وبعضها نفاق .. وفي الأخير نغضب حينما يصفنا الآخرين بأقبح العبارات. إن بادرت بالنُبْل وصفوك بالساذج، وإن عملت فضلاً وصفوك بالمنافق، وإن نفذت النظام .. لقّبوك بـ الغبي أحياناً .. لا عليك. بادر وكن أنت : المحترم، الصادق، المجتهد، المغامر، الشجاع، الأمين وكل ماسبق للأسف تعلّمناها في الشرع ولا ننفذها ..