رأيت في مواقع التواصل الاجتماعي صورة مقارنة، على اليمين داعية للذهاب إلى سوريا والقتال هناك وهو يتجول في شوارع لندن الجميلة مرتديا البدلة والجاكيت، وعلى اليسار صورة شاب لم يناهز العشرين يحمل رشاشا وخلفية الصورة علم تنظيم القاعدة، وبالمقابل أبناء أحد الدعاة المحرضين يدرسون شرقا وغربا بينما يتمنى على شباب الإسلام «النفير»! هذا فضلا عن المستويات المادية التي يتمتعون بها في قصورهم الفارهة ومدخراتهم وأشيائهم، المشكلة في التناقض بين القول والممارسة. ولعل من بين من تصدى لهم مبكرا الشيخ صالح الفوزان، الفقيه المعتدل الذي يعرف جيدا كوارث الأصوليين والمتطرفين في محاضراتهم، وندواتهم، وكتبهم، وأشرطتهم! الفوزان ذكر أن هناك من يريد خلق حالة من سوء الفهم والتضليل في كل الخطوات التي تتخذها الدولة تجاه المتطرفين، فيما حذر من ذلك بشدة. وقال: «يجب على العلماء أن يبينوا للناس الطريق الصحيح والمنهج السليم ويحذروهم من الفتن ومن دعاتها ومن تزويرهم، لأنهم يزورون وينمقون الكلام ويعسلونه لأجل أن يقبل وهو باطل.. وهذا هو وقت العلماء». بل أكد على التبليغ عن أي مدرس في الجامعات ومؤسسات التعليم ممن يتعاطفون مع الجماعات المتطرفة والأصولية، وأخطرها جماعة الإخوان المسلمين. هذا القول المباشر والواضح من الشيخ صالح يحتم على عمداء الكليات ورؤساء الأقسام التعاون ضمن هذا المجال، وأتمنى من وزارة الداخلية وضع خدمة «أمين» على غرار ما هو موجود في بعض دول الخليج، بحيث يسهل التبليغ عن المتطرفين في الأماكن التربوية بخاصةٍ وفي مختلف المرافق الفكرية والتعليمية. لقد أبدع الشيخ الفوزان بهذا التوجيه وهذا التأكيد، لا مجال للمتطرفين والأصوليين بجامعاتنا، لئلا يفخخوا عقول أبنائنا كما فعل بعضهم من قبل، فهم أهل فتنة والفتنة أخطر من القتل، والإخوان وتنظيم القاعدة صنوان يتكاملان. بلغوا ولا تترددوا.