سبحان الذي يفنى الوجود بكل مكوناته إلا وجهه الكريم عزّ وجلّ (وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَها آخَرَ لا إِله إِلَّا هُوَ * كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ * لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) القصص (88). وعمومية الموت قد تكون عزاءً للكثير من الناس فاليوم قد يذهب قريبك أو صديقك أو أحد من أعيان أو مفكري مجتمعك إلى رحلة بلا عودة (خروج نهائي من هذه الدنيا الفانية)، ثم يأتي الدور عليك أو على غيرك من الأحياء ممن تخالطهم وتؤانسهم غداً أو بعد الغد أو فى أحد الأيام المقبلة، هذه حقيقة يجب التسليم بها، بل إنها موجودة في عقيدتنا التي تنظر إلى هذه الدنيا بأنها مجرد نقطة عبور فقط. لقد فقد مجتمعنا السعودي منذ يومين قامة من قامات الإدارة في المملكة فهو الإداري البارز إنه سعادة الدكتور إبراهيم بن عبدالله المنيف، فلقد نذر حياته في سبيل تخصصه، وأبدع في ذلك، وله عدة مؤلفات في هذا المجال من أبرزها كتاب (الإدارة - المفاهيم الأسس المهام)، ألفه سنة 1980م، وكتاب (أقوال فى الإدارة) ألفه سنة 1983م وكتاب (النفط، الطفرة، الثروة، خمسون عاماً فى الإدارة التنفيذية) ألفه في الآونة الأخيرة. كما أنه في سنة 2001م أصدر مجلة شهرية ناجحة أطلق عليها مسمى (المدير الإداري) يحتوي كل عدد منها على الكثير من الموضوعات الإدارية الشيقة والمبادئ الحديثة في مجال الإدارة التي صدرت في الدول المتقدمة كالولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وهذه المجلة مهمة لكل مشرف إداري، سواء كان عمله في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص. وفي مجال العمل الإداري التنفيذي شغل المرحوم عدة مناصب منها (مدير عام الشركة السعودية للكهرباء)، كما شغل منصب (مدير عام صندوق التنمية العقارية). ولقد استفدت أنا شخصياً كغيري من الباحثين في مجال الإدارة من هذه الأبحاث القيمة. وبسبب اهتمامه بالإدارة وشئونها فقد كان متابعاً لما ينشر من مؤلفات في مجال الإدارة، ولقد فوجئت به بعد قيامي بإصدار أول مؤلف لي في مجال الإدارة (مبادئ الخدمة المدنية وتطبيقاتها في المملكة) سنة 1405 هـ الموافق سنة 1985م يتصل بي في مقر عملي (وزارة الخدمة المدنية)، مهنئاً لي بهذا الإصدار مع أنه لم يكن هناك سابق معرفة شخصية معه، وقال لي إني اطلعت على الكتاب فى مكتبة جرير، وتعرفت على مقر عملك من السيرة الذاتية الموجودة بالكتاب، وقد أثنى على الكتاب مقترحاً علي إضافة بعض الموضوعات له في الطبعة المقبلة، وهو دليل على اهتمامه بالإدارة في المملكة والباحثين فيها. رحمك الله أستاذنا الكبير رحمة واسعة وجزاك الله عنا خير الجزاء، وإنا لله وإنا إليه راجعون.