الجزيرة - الرياض: أوضح وزير البترول والثروة المعدنية أن المملكة وضعت، من خلال نظام الاستثمار التعديني ولائحته التنفيذية، مواد وإجراءات تُوازن بين استغلال الثروات المعدنية، وتحقيق الأهداف التنموية، مع المحافظة على البيئة، بحيث أصبح استغلال الثروات المعدنية وتصنيعها، جزءاً من منظومة التنمية الوطنية بمعناها الكامل.. ولذا تسعى المملكة إلى تحقيق قيمة مضافة ومتزايدة للاقتصاد الوطني من هذه الثروات، عن طريق بناء صناعات حديثة ومتقدمة، قائمة على استخراج المعادن المختلفة ومعالجتها. وقال المهندس علي النعيمي إن سياسة المملكة التعدينية تهدف إلى سد الاحتياجات المحلية من الخامات المعدنية، والصناعات المرتبطة بها مثل مواد البناء، وعدم تصدير الخامات الأولية إلى الخارج، بل تحويلها إلى منتجات مصنعة، أو مركزات، ذات قيمة مضافة عالية. جاء ذلك خلال ترؤسه وفد المملكة المشارك في المؤتمر العربي الدولي الثالث عشر للثروة المعدنية والاجتماع الوزاري الخامس لأصحاب المعالي الوزراء العرب المعنيين بقطاع الثروة المعدنية، وذلك بمشاركة عدد من المسئولين والجيولوجيين ومهندسي التعدين السعوديين، حيث انعقد المؤتمر تحت رعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية بمدينة مراكش خلال الفترة من 28 إلى 30 أبريل 2014م. وقد تم افتتاح المؤتمر بمشاركة عربية ودولية واسعة وبحضور أصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين في قطاع التعدين من الدول العربية، والخبراء من مختلف أنحاء العالم، وينظم هذا المؤتمر المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين كل سنتين بالتعاون مع الدول العربية. وألقى المهندس النعيمي كلمة في حفل افتتاح المؤتمر بمناسبة حصوله على جائزة التميز العربي في قطاع التعدين نظيراً لجهود وزارة البترول والثروة المعدنية في تطوير منظومة العمل العربي المشترك في قطاع التعدين، حيث كان رئيساً لأول ندوة تعقد على مستوى الوطن العربي عن فرص الاستثمارات التعدينية، ورئيساً لأول اجتماع تشاوري وزاري عربي للوزراء العرب المعنيين بقطاع الثروة المعدنية، كذلك ترؤسه اجتماعات اللجنة الاستشارية لقطاع الثروة المعدنية على مدى ثلاثة أعوام متتالية كأول وزير يقوم برئاسة هذه الاجتماعات، ورعايته لعدد خمس ورش عمل نظمتها وزارة البترول والثروة المعدنية لتأهيل وتدريب الكوادر العربية. وأشار النعيمي إلى أن مهمات المنظمة لا تقتصر على التعدين، بل تشمل الصناعة، والمقاييس، ولهذه التخصصات دور كبير في الاقتصاد الوطني ونموه، على مستوى الوطن العربي ككل، وعلى مستوى كل دولة على حدة، شاكراً بشكل خاص المنظمة، ومديرها العام محمد بن يوسف، على تكريمي بجائزة التميز العربي، في قطاع الثروة المعدنية، تقديراً لدور المملكة الريادي، في العمل العربي المشترك. وقال: كما تعلمون، لدى معظم دول العالم ثروات طبيعية، تختلف من حيث الكمية والأهمية، من دولة إلى أخرى، ومن وقت إلى آخر، ولقد حبا الله منطقتنا العربية بموارد متنوعة، أبرزها الثروات المعدنية، التي تُعتبر المكوّن، والمحرك الأساس، للصناعات التحويلية، ومما يخدم الاستثمار في التعدين كون البيئات الجيولوجية في العالم العربي منكشفة، تظهر الرواسب المعدنية على سطح الأرض، مما يسهل معرفة مواقعها، وعمليات استخراجها .. إلا أن الأساس لنجاح استغلال هذه الثروات، هو معرفة الهدف، وحسن الإدارة، والأنظمة الواضحة، ووجود شركات ذات ملاءة مالية، وكفاءة فنية، وإدارية، وإنتاجية عالية. وتحدث في كلمته عن نقطتين أساسيتين، الأولى تجربة المملكة في التعدين، من حيث الثروات التي تزخر بها، واستغلال هذه الثروات، وسياستها التعدينية العامة.. أما النقطة الثانية، فهي عن التعاون العربي، في مجال التعدين، كمجال علمي، وكثروة اقتصادية، وأهمية هذا التعاون للشعوب والدول العربية. وأضاف: تنتشر المكامن المعدنية في جميع أنحاء الدرع العربي، والرصيف العربي، والحرات، والسهل الساحلي، هذه المكامن، نسعى إلى استغلالها، لتسهم في تنمية المناطق النائية، الغنية بالمعادن، ويشمل هذا توفير وتطوير البنى الأساسية، مثل الكهرباء، والطرق، والمياه، وإيجاد فرص عمل للمواطنين مع الاهتمام بنقل التقنية، وتوظيف وتأهيل وتدريب الفنيين، والمهندسين السعوديين. وتابع: تتشرف المملكة بأن تسهم بدور ريادي في مجال التعاون العربي في مجال الثروة المعدنية، وهذا بدوره يدعم العمل العربي المشترك، في الجوانب الاقتصادية، والتعليمية، والاستثمارية الأخرى، التي نحن بحاجة ماسة لها، وتُسهم في رقي دولنا ورخاء شعوبنا. وأبان أن ما نأمل تحقيقه من اجتماعاتنا الوزارية الدورية، وكافة الأنشطة التي نقوم بها، على مختلف المستويات، هو المساهمة في زيادة التلاحم الاجتماعي، والاقتصادي، والمعرفي العربي، وتطوير المهارات، والخبرات، للكوادر الوطنية العاملة في قطاع التعدين، وأن يسهم الاستثمار التعديني في نقل الخبرة، والتقنية، في جميع الأنشطة التقنية، بدءاً من الاستطلاع، والاستكشاف، والتنقيب، وانتهاءً بالاستغلال، والاستخراج، والتصنيع النهائي للخامات المعدنية، ونقل الخبرات العربية والأجنبية، إلى شبابنا مما يُسهم في الرفاهية والرقي لدولنا، ومواطنينا.