لم تستبعد نائبة رئيس الائتلاف الوطني السوري نورا الأمير لجوء النظام الحاكم في دمشق، إلى إلغاء الانتخابات الرئاسية، التي تفترض بالمُقتضى تمديد بشار الأسد لنفسه في منصب رئيس الجمهورية، بموجب عدة مُبررات، أبرزها، أن ملف الترسانة الكيماوية لم يتم إنجازه بعد، بموجب الاتفاق الدولي المُبرم على أساس صفقةٍ – أميركية روسية – أُبرمت شهر سبتمبر من العام المنصرم. ويمنح دستور 2012، الذي "فصّله" الأسد على مقاسه، طبقاً للأمير، الحق في إلغاء الانتخابات، بصرف النظر عن محاولات تصوير الديموقراطية التي يحاول نظام دمشق إيهام الرأي العام العالمي بها، والتي أنتج لها "دُمى" تُنافسه "شكلياً"، وبالتالي التمديد لنفسه في كرسي الرئاسة، في وقتٍ يستند فيه نظام دمشق، على مساندته من قبل موسكو، فيما لو حقق تقدماً عسكرياً على الأرض، حسب تعبيرها. ورأت الأمير، خلال اتصالٍ أجرته معها "الوطن" أمس، أن الأسد سيعمد إلى الاحتفاظ بالكمية المتبقية من ترسانته الكيماوية التي لم يسلمها لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية والبالغة 8%، وذلك لابتزاز المجتمع الدولي، الذي قالت إنه "لم يُحرك ساكناً"، أو يعيش "صمتاً مطبقاً" على تجاوزات الأسد، وأركان نظامه، بعد اللجوء للأسلحة المحرمة دولياً. وفسرت نائبة رئيس الائتلاف الوطني السوري، تكرار ما وصفته بـ"الخروقات" من قبل نظام الأسد، بأنه محاولة لجس نبض المجتمع الدولي، الذي طال صمته، بالرغم من تصعيد دمشق قمعها للشعب السوري بالأسلحة المحرمة دولياً. وقالت في هذا الصدد "نظام دمشق استخدم الكلور ليس لأنه محظور، بل لأنه مؤمن بالصمت الدولي. كل ما يحدث من قبل نظام دمشق من خروقات في هذا الملف، بمثابة جس نبض للمجتمع الدولي الذي لم يهزه تجاوز الخطوط الحمر من قبل بشار الأسد وزمرة أعوانه". ولم تخف الأمير خشيتها، مما وصفته بـ "مجازر" ينوي الأسد القيام بها في عدة مناطق، خصوصاً إذا ضمن حماية المثلث "دمشق، حمص، والساحل"، وهي المنطقة التي اعتبرتها "قلب الأسد النابض". وفي سياق مختلف، جُن جنون نظام الأسد، على خلفية "مكالمة هاتفية" تمنى فيها رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا، للمرشح الرئاسي في لبنان سمير جعجع بلوغ كرسي بعبدا، واعتبر أن الشعب السوري سيكون سعيداً فيما لو فاز في الانتخابات الرئاسية، وذلك بناء على موقف من المرشح الرئاسي، قال فيه إنه مع الشعب السوري في نضاله وسعيه لقيام دولة ديموقراطية، وتحقيق ما يصبو إليه في أقرب وقتٍ ممكن. ووصف الإعلام السوري الرجلين بأبشع الأوصاف، في تقارير مكثفة بثتها وكالة الأنباء السورية الرسمية. وعن ذلك قالت الأمير إن الاستقرار في لبنان يعتبر لنظام دمشق "طعنة من الخلف"، يزيدها في ذات الوقت خشية الأسد من أي تقارب بين المعارضة السورية، والأطراف المعتدلة في لبنان، وقالت "عودة الاستقرار إلى بيروت، برئيس قوي يتحمل القرار وينأى ببلاده عن أتون الأزمة في سورية، ضربة للأسد. انقلاب الوضع في لبنان رأساً على عقب، أحد أهم نقاط قوة نظام بشار الأسد، الذي مثّل في اللبنانيين على مدى سنوات".