×
محافظة المنطقة الشرقية

متخصص في أمن معلومات: فيروس “wannacry” يبث مليون رسالة خبيثة في الساعة

صورة الخبر

نجاة الفارس ينتمي الشاعر أمل دنقل (1940 - 1983) إلى الجيل الثاني من حركة الشعر العربي الحديث في مصر، الذي جاء بعد أن أرسى جيل الرواد من أمثال صلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطي حجازي قواعد الشعر الحديث، وإن كانت تجربة أمل دنقل تعكس صوتاً متميزاً، وتمتاز بعبارة شعرية ذات طعم خاص. ولد أمل دنقل في قرية من قرى محافظة المنيا بمصر تدعى القلعة، وقد أسهمت ظروف بيئته القاسية، وأسرته الفقيرة في إسباغ مظاهر الحدة على حياته، فقد توفي والده سنة 1950 تاركاً عبء الأسرة على كاهل هذا الفتى الصغير، وكان استيلاء أعمامه على التركة مبعث صعوبات أخرى. أسهمت تجربة أمل دنقل ومصادره الثقافية في تشكيل أبعاد تجربته الشعرية، فقد قادته هذه التجارب إلى اكتشاف أبعاد التراث العربي المتمرد، وكان لمكتبة والده الشيخ الأزهري، دور مهم في لفت نظره إلى الموروث الثقافي وإعادة تشكيله، مثلما كان لقراءاته في الفلسفة الأوروبية الحديثة وبخاصة في الفلسفتين الماركسية والوجودية دور في تشكيل الملمح الأساسي لطبيعة القصيدة عنده. أصدر أمل دنقل 6 دواوين شعرية حملت العناوين التالية: مقتل القمر، البكاء بين يدي زرقاء اليمامة، تعليق على ما حدث، العهد الآتي، أقوال جديدة عن حرب البسوس، أوراق الغرفة (8).يجسد ديوان «مقتل القمر» بدايات أمل دنقل ذات الطبيعة الرومانسية، لهذا تنزع قصائده منزعاً غنائياً، وتتمحور حول الحب، الذي يثير في الذات الألم والحزن والإحساس القوي بالمعاناة كما تعبر عن ذلك القصيدة الأولى «براءة» حيث يقول فيها: أحس حيال عينيك/ بشيء داخلي يبكي/ أحس خطيئة الماضي تعرت بين كفيك.غير أن بداية دنقل الحقيقية تبلورت في ديوانه «البكاء بين يدي زرقاء اليمامة»، ففي هذا الديوان الذي ولدت قصائده قبل هزيمة يونيو/ حزيران 1967 وبعدها، يتماهى دنقل مع أسطورة زرقاء اليمامة التي كانت تبصر الركب على بعد مسيرة ثلاثة أيام، ليتقمص الشاعر دور الرائي الذي يستشعر ما تقبل عليه الأمة من كارثة، ويسعى عبثاً كي يجنبها النهاية المأساوية.ومنذ هذا الديوان بدأت قصائد دنقل تفارق غنائيتها الحزينة، وتسعى لبلوغ آفاق القصيدة الدرامية التي تقوم على المفارقة التهكمية التي تجمع بين نقيضين في آن، بحيث تثير الشعرية المرّة، أو الفكاهة المأساوية.