واشنطن – شاهر زكريا | حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، جيمس كومي، المدير المُقال لمكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) من تسريب تفاصيل محادثاتهما إلى الصحافة، ملمحًا إلى احتمال تسجيلها. وكتب ترامب في تغريدات صباحية: «ليأمل جيمس كومي ألا تكون محادثاتنا سُجّلت، قبل أن يبدأ بتسريبها إلى الصحافة»، كاشفاً أنه سأل كومي ثلاث مرات إن كان عرضة للتحقيق في قضية تدخّل روسيا في حملة الانتخابات، قبل إقالته الثلاثاء. وتابع ترامب: «قلت: إذا كان ذلك ممكنًا، هل يمكن أن تقول لي إذا كان ثمة تحقيق بحقي؟ فأجاب بالنفي»، في إشارة إلى التحقيق الذي يجريه المكتب في الصلات المحتملة بين فريق ترامب ومسؤولين روس خلال الحملة الانتخابية في 2016. ويشهد الكونغرس أيضًا تحقيقين لتحديد مدى حصول تواطؤ مع روسيا لتسهيل انتخاب الجمهوري ترامب على حساب منافسته الديموقراطية آنذاك هيلاري كلينتون. وذكر ترامب: «عندما اتخذت قرار إقالته قلت لنفسي إن العلاقة ما بين ترامب وروسيا ما هي إلا صنيعة الديموقراطيين، يستخدمونها كعذر لخسارتهم في الانتخابات الرئاسية». وردًا على سؤال حول إقالة فلين بعد 18 يومًا، في حين أن إقالة كومي لم تأخذ وقتًا طويلاً؟ أجاب ترامب: «إدارتي لم تكن تشعر بالحاجة الملحّة لإقالته، وكذلك محامي البيت الأبيض دون ميك غان، لم أشعر منه بأن إقالة فلين شيء طارئ، وكذلك وزيرة العدل السابقة سالي ييتس، لم تترك عندي انطباعًا بأن من الضروري الإسراع بإقالة فلين بعدما ضلّل نائبي مايك بنس حول تعاملاته مع الروس»، مضيفاً: «عندما أقلت كومي، كنت أخشى من أن ذلك سيؤدي إلى حالة من الارتباك لدى الشعب الأميركي، إلا أنني أقلته لأنني أريد أن يستمر التحقيق في موضوع التدخّل الروسي في الانتخابات، بالشكل السليم»، معترفاً بأن عملية إقالة كومي ستطيل من التحقيق الجاري. ووصف ترامب كومي بـ«المتباهي» الذي يحاول دائمًا جذب الأنظار حوله والاستعراض، مضيفًا أنه وضع مكتب التحقيقات في حالة من الاضطراب. وأبلغ الرئيس الأميركي ليستر هولت المذيع المعروف في «إن.بي.سي نيوز»، أنه قدم خطابًا للسيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، يفيد بأنه ليست له استثمارات في روسيا. وقال: «لا استثمارات لي في روسيا. ولا قروض». قرار جريء وأمس، رد ترامب أيضًا على انتقادات طالت ما أعلنه فريقه بعد الإقالة المفاجئة لكومي، قائلاً: «بوصفي رئيسًا ناشطًا جدًا مع أمور كثيرة تحصل حاليًا، لا يمكن دائمًا للفرق التابعة لي أن تقف على منبر وأن تتحلى بدقة لا تشوبها شائبة». وأضاف: «الأفضل ربما هو إلغاء كل المؤتمرات الصحافية في المستقبل، وتسليم أجوبة مكتوبة لمزيد من الدقة». كما غرد، قائلاً إن «روسيا تسخر الآن، وباستهزاء، على تمزيق الولايات المتحدة لنفسها، بسبب حجة الحزب الديموقراطي، لخسارته الانتخابات الرئاسية». وفي مقابلة أخرى مع مجلة التايمز، اعترف ترامب بأن طبيعة إدارته عنيفة وعدائية، معللاً ذلك بأن «المجتمع أصبح اليوم قاسيًا وغير منصف، وخاصة وسائل الإعلام». ووقّع ترامب أمرًا تنفيذيًا بتشكيل لجنة رئاسية للنظر في التزوير المزعوم للانتخابات الأميركية في 2016م برئاسة بنس، الذي قال إن اللجنة تحقّق وعدًا آخر قدمه ترامب للشعب الأميركي، وأنها ستصدر تقريرها العام المقبل. الصور المحرجة في سياق متصل، وجدت الإدارة الأميركية نفسها في موقف محرج، الخميس، بعد نشر موسكو «صوراً محرجة» للقاء ترامب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في المكتب البيضوي. وبعد يوم من إقالة كومي، استقبل ترامب، الأربعاء، لافروف، ونشرت روسيا صورًا للقاء تُظهر ترامب مبتسماً وهو يصافح لافروف، على سجادة حمراء، وقد وقف إلى جانبهما السفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك، وذلك بعد بضعة أشهر فقط على فرْض واشنطن عقوبات على روسيا، لتدخّلها المزعوم في الانتخابات. وفاقم وجود كيسلياك في المكتب البيضوي التوتر؛ إذ إن اتصالاته بمقرّبين من ترامب هي في صلب الشكوك بحصول تواطؤ، لتعزيز فوز ترامب على كلينتون. وتعليقًا على نشر الصور، قال سفير الولايات المتحدة السابق في موسكو، مايكل ماكفول: «تهانيّ زملائي لحصولكم على تلك الصور! ضربة هائلة». وفي نهاية المطاف، وضع ترامب نفسه حدًا للنقاش، ونشر صورتين للقاءَين عقدهما مع لافروف، ووزير الخارجية الأوكراني، في اليوم ذاته، وكتب تحتهما رسالة سلام تقول: «أمس – خلال يوم واحد – التقيت وزير الخارجية الروسي ووزير الخارجية الأوكراني. دعونا نبني السلام!».